История Наджда и его приложения
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Жанры
1
بقيادة أحد أبناء الصباح اسمه دعيج، وكان للكويت في المراعي القريبة من تلك الناحية بضعة آلاف رأس من الجمال والغنم، وليس هناك من يستطيع حمايتها إذا اعتدي عليها.
سار دعيج برجاله فنزل في حمض قريبا من قرية، وأرسل إلى الإخوان يأمرهم بأن يخلوا ذاك المكان وإلا «نصبحكم ونذبحكم.»
وكان الإخوان عندما علموا بقدوم عساكر الكويت قد أرسلوا إلى فيصل الدويش أمير الأرطاوية يستنجدون، فبادر فيصل إلى نجدتهم بألفين من رجاله، وظل سائرا حتى وصل إلى حمض، فصبح الكويتيين هناك ولكنه لم يذبحهم كلهم، فر دعيج وأكثر جنوده هاربين، وقد تركوا وراءهم ذلك القطيع الكبير من الأباعر والغنم فكان للإخوان غنيمة باردة. كل ذلك وابن سعود في الرياض جاهل ما حدث، فغضب عندما بلغه الخبر وكتب إلى الدويش يؤنبه ويقول: «قد تجاوزتم أوامري التي تنحصر في الدفاع.» فأجابه أن الكويتيين جاءوا إخوانه صائلين وقد وصلوا إلى مكان يبعد عنهم أربع ساعات فقط.
ثم أمر ابن سعود أن تجمع الأموال التي استولوا عليها؛ الإبل والغنم والسلاح حتى والمواعين، وتودع عند أمير الأرطاوية إلى أن يجيئهم أمر آخر بخصوصها. فعمل الإخوان بالأمر بعد أن أرسلوا إليه خمس الغنائم.
وكان الشيخ سالم قد عرض المسألة على الوكيل البريطاني فأشار عليه بالتسوية السلمية، فأرسل إلى ابن سعود رسولين هما عبد الله السميط وعبد العزيز الحسن، فاعتذر عبد العزيز عما حدث بدون أمر منه، ثم قدم إليهما خمس الغنائم الذي كان عنده، قائلا: «هذا أول الأداء، وإذا أركبتم رجالا من قبلكم إلى الأرطاوية فآخره هناك يسلم إليهم.»
ثم كتب إلى الشيخ سالم كتابا قال فيه: «السبب في هذا الحادث تدخلكم فيما لا يعنيكم. اعلموا أن لا حق لكم في بلبول أو في قرية، وإني أرى أن يقرر ذلك في عهد يعقد بيننا وبينكم فنرعاه. أما ما كان لآبائك وأجدادك حقا على آبائي وأجدادي فإني معترف به.»
لم يرق هذا الكتاب سالما ولا قبل بأن ترد الغنائم إليه، بل غضب غضبة يقتضى لتعزيزها عند العرب جيش كبير، لم يكن عنده غير اليسير منه، وفي ذاك الحين كانت المناوشات بين ابن الرشيد وابن سعود، فكتب الشيخ سالم إلى صاحب شمر يستنجده على «خصم الجميع» فلباه بأن أرسل إليه ضاري بن طوالة، الذي كان يومئذ مخيما في أطراف العراق. جاء ضاري مسرعا بقوة من شمر ونزل الجهرى، حيث كان دعيج ورجاله، فأمرهما سالم بالهجوم ثانية على قرية.
وكان ابن سعود قد جاء الحساء فبلغه خبر مغزى ضاري ودعيج، فأرسل إلى الدويش يأمره بإنجاد أهل قرية، فتوكل الدويش على الله، وكان مسراه في ذي الحجة من عام 1338ه / سبتمبر 1920م، ولكن الدعيج والضاري اختلفا في الطريق على القيادة فلم يهاجما أحدا، بل عادا إلى الجهرى فتعقبهما الدويش ونزل الصبيحية.
علم الشيخ سالم بذلك فسارع بنفسه إلى الجهرى ومعه خمسمائة مقاتل من أهل الكويت.
Неизвестная страница