История Наджда и его приложения

Амин Рихани d. 1359 AH
137

История Наджда и его приложения

تاريخ نجد الحديث وملحقاته

Жанры

الفصل العشرون

المفاوضون يتسابقون والشيخ مبارك يتعثر

إن على الخليج إلى الشرق والجنوب من البحرين رأسا من الأرض محاذيا لشاطئ العقير هو قطر، كان صاحبه الشيخ قاسم بن ثاني، شيخ الأمراء يومئذ سنا وجاها، قد احترب والترك مررا وحاول عبثا أن يخرجهم من الحساء، فعندما فاز ابن سعود بذلك عراه، ولا غرو، هزات شتى، منها الخوف على إمارته، وقد أصبح الفاتح جاره الأدنى، فكتب إليه في شوال (أيلول) من هذا العام كتابا شديد اللهجة يحذره ويهدده، وما كان منه غير ذا التهديد. فقد حاصره بعد أسبوع عدو الحياة الدنيا الحصار الأخير، فسلم الشيخ قاسم صاغرا (1331ه / 1913م)، وكان من الظافرين بالرحمة الأبدية، أما خلفه فقد كان حكيما فوالى ابن سعود.

وكان عبد العزيز قد توجه إلى القطيف ينظم شئونه، فأمر هناك عبد الرحمن بن سويلم وأمر في الحساء عبد الله بن جلوي، رجلين من كبار رجاله، وهما حتى اليوم يحكمان في تينك الناحيتين.

ثم عاد في خريف هذا العام إلى الرياض وقدم من البصرة عبد اللطيف باشا المنديل منتدبا من الحكومة العثمانية للتوسط بالصلح بينها وبين فاتح الحساء، فقبل عبد العزيز التوسط، وأجل النظر في المسألة إلى الربيع.

وكان الإنكليز قد بدءوا يفاوضونه أيضا، ويطلبون منه أن يأذن بالاجتماع، فرجع إلى الحساء في ذي الحجة، واجتمع في العقير بالوكيل السياسي للبحرين ومعه رجل آخر اسمه شيكسبير، سنعود إلى ذكره.

أما اجتماع العقير هذا فلم يسفر عن شيء للتاريخ، إلا أنه مهد السبيل إلى مقاومة النفوذ الألماني في تركية بعد أن تلاشى فيها النفوذ الإنكليزي، ذلك النفوذ الذي كان في المقام الأول منذ حرب القرم. خشيت إنكلترة على طريق الهند، فعندما علا نجم ابن سعود وظهرت شوكته، طفقت تخطب وده وتسعى في عقد اتفاق وإياه ليكون لها عضدا على الخليج، فيقف سدا منيعا دون ذاك النفوذ الألماني الذي كان قد خيم في العراق.

عاد عبد العزيز إلى الرياض فبلغه خبر دسيسة في القطيف، فأرسل سرية إليها (1332ه / 1913 و1914م)، ثم سار بنفسه إلى تلك الناحية فنزل في الجبيل. وقد جاءه وهو هناك كتاب من الشيخ مبارك الصباح يخبره أن أحد كبار الترك قدم الكويت، ومعه هدية من أنور باشا لابن سعود وإجازة للتوسط في الصلح.

ثم جاء عبد اللطيف المنديل ليخبر عبد العزيز أن قد تألف للمفاوضات وفد يرأسه السيد طالب النقيب وفيه ياور من ياورية السلطان. تعدد الخاطبون فاضطرب «الوالد» مبارك، فكتب إلى «ولده» يطلب أن يكون الاجتماع في ظله بالكويت ليكلأه بنظره، ويمده بإرشاده: «من حقي عليك يا ولدي ألا تقبل وساطة هؤلاء إلا في بلدك الكويت.»

ولكن «الولد» كان قد شبع من كلاءة «الوالد» وإرشاده، ومع ذلك فقد أجاب بعض طلبه فسار إلى جهة الكويت ونزل الصبيحية، على مسير يوم من العاصمة. كتب «الوالد» ثانية يلح بالقدوم إليه، فأجابه عبد العزيز: «إني الآن قريب من الكويت فليتقدموا إلي.»

Неизвестная страница