История арабской грамматики: взгляд с точки зрения развития понятия: размышления и исследования

Али Шадави d. 1450 AH
65

История арабской грамматики: взгляд с точки зрения развития понятия: размышления и исследования

تاريخ النحو العربي: منظورا إليه من جهة تطور مفهومه: تأملات استكشافية

Жанры

يقول: «فتجلى لك منها الإعجاز، وبهرك الذي ترى وتسمع، أنك لم تجد ما وجدت من المزية الظاهرة، والفضيلة القاهرة، إلا لأمر يرجع إلى ارتباط هذه الكلم بعضها ببعض، وإن لم يعرض لها الحسن والشرف إلا من حيث لاقت الأولى بالثانية، والثالثة بالرابعة، وهكذا إلى أن تستقريها إلى آخرها، وأن الفضل تناتج ما بينها وحصل من مجموعها.»

18

تبنى الجرجاني هذه الطريقة؛ أعني توخي معاني النحو وعبر عنه بالنظم، وهي طريقة تتضمن فرضية هي: أن ترى الجزء متناسقا في الكل الذي هو عبارة عن أجزاء متناسقة ومتجانسة.

الإمكانية العلمية والوصفية للنظم كتوخ لمعاني النحو

لكي يحل الجرجاني مشاكل النظم بدأ بنقد مفهوم اللفظ كما فهم آنذاك، ونقد القائلين بتفاضل الألفاظ المفردة، وخلص إلى أن «الألفاظ لا تتفاضل من حيث هي ألفاظ مجردة، ولا من حيث هي كلم مفردة، وأن الفضيلة وخلافها، في ملاءمة معنى اللفظة لمعنى التي تليها، وما أشبه ذلك، مما لا تعلق له بصريح اللفظ.»

19

سأشير هنا إلى أهمية أمر عام يورده الجرجاني بالنسبة إلى ما هو أعم منه؛ أعني تفريقه بين «الحروف المنظومة» وبين «الكلم منظومة»؛ ذلك أن نظم الحروف يعني عند الجرجاني مجرد تواليها في النطق، وليس بمقتضى دلالتها على معنى، بينما «كلم منظومة» يعني اقتفاء الألفاظ آثار المعاني وترتيبها على حسب ترتب المعاني في النفس.

لا يوجد دور للمتكلم في «نظم الحروف»؛ لأن هذا الدور أنيط قبلا بواضع اللغة، وبتعبير الجرجاني «ولا الناظم لها (المتكلم) بمقتف في ذلك رسما من العقل اقتضى أن يتحرى في نظمه لها ما تتحراه. فلو أن واضع اللغة كان قد قال «ربض» مكان «ضرب» لما كان في ذلك ما يؤدي إلى فساد».

20

وعلى العكس من هذا، فإن المتكلم أنيط به الدور في «كلم منظومة» حيث يبني الكلام بمقتضى العقل، وهو ما يشير إليه الجرجاني بقوله: «مما يوجب اعتبار الأجزاء مع بعضها حتى يكون لوضع كل حيث وضع علة تقتضي كونه هناك، وحتى لو وضع في مكان غيره لم يصلح.»

Неизвестная страница