============================================================
ابرهيم أخا السلطان طغرلبك في العصيان على أخيه وأطمعه في الملك ووعده بمعاضدته فحالف ايرهيم الجند ومضى بجيش كثيف إلى الري عاصيا لأخيه ولما كان يوم الأحد ثامن ذي القعدة دخل البساسري بغداد ومعه الرايات المصرية مكتوب عليها الإمام المستصر بالله أمير المؤمنين أبو تميم معبد فلما كان يوم الجمعة ثالث عشر ذي القعدة خطب للمستتصر بالله صاحب مصر بالجامع وعقد الجسر وعبرت عساكر اليساسري (273) إلى الجاتب الشرقي وخطب للمستتصر بالله بجامع الرصافة ثم قبض اليساسري على رئيس الروساء بن المسلمة وزير القائم بأمر الله فقيده وأركبه جملا وألبسه جبة صوف وطرطور أحمر وجعل في رقيته جلودا وطوف به في محال بغداد ووراءه من يصفعه وخيط عليه جلد ثور قد سلخ في ذلك اليوم وجعلت قرونه على رأسه وعلق بكلاليب ولم بزل يضرب حتى مات، ومضى القائم بأمر الله إلى العسكر فضريت له خيمة بالجانب الشرقي ونهبث العامة دار الخلافة وأخذوا منها ما لا قلما كان يوم الجمعة لأربع مضين من ذي الحجة لم يخطب بجامع الخليفة ولا صلى فيه أحد وخطب بسائر الجوامع للمستتصر صاحب مصر وانقطعت دعوة بني العباس في هذا اليوم ثم حمل القائم بأمر الله إلى حديثه فاعتقل بها وسلم إلى صاحبها مهراس فكان عنده.
وفي سنة إحدى وخمسين وأربعماية أحضر البساسري قاضي القضاة أبا عبد الله بن الدامعاني والخطباء والأشراف من بني هاشم وأخذ عليهم العهود والبيعة للمستتصر بالله صاحب مصر.
وفي هذه السنة ظهر السلطان طغرلبك على أخيه ايرهيم فظفر به وختقه بوتر قوس وقتل وفاء من التركمانية ممن كان عاضدا لابرهيم وعاد السلطان إلى حالته وقوي وتوجه طالبأ بغداد لقتل البساسري واعادة الخليفة إلى داره وسير السلطان طغرلبك إلى الخليفة الطافأ وأثوابا وخمسة ألف دينار وسير لزوجته خمسة وسنين ثوبا نسائية ولما قرب السلطان من بغداد سار للقائه مهراس صاحب الحديثه ومعه الخليفة القائم بأمر الله وذلك لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة.
274) ولما قدم السلطان طغرلبك بغداد نهب عسكره بغداد لا سيما الكرخ وجهز من الآلات والسرادقات والمراكب شيئا كثيرا وسير جميعها إلى الخليفة القائم بأمر الله مع وزيره عبد الملك الكندري والأستاذ أبي بكر فضربت السرادق للخليفة فنزلها وأقام بها يومين ثم دخل بغداد والسلطان طغرلبك بمشي بين يديه وهو قابض على لجام بغلته حتى دخلا باب الحجرة وذلك لخمس بقين من ذي القعدة فكانت مدة غييته عن بغداد سنة واحدة.
Страница 183