============================================================
من عمر بن الخطاب لأهل مدينة إيليا أنهم آمتون على دمائهم وأولادهم ونسوانهم وأموالهم وجميع كتابسهم لا تهدم ولا تسكن.
قلما دخل المدينة جلس في وسط صحن كنيسة القيامة فلما حان وقت الصلاة قال عمر رضي الله عنه أريد أصلي قال البطريرك يا أمير المؤمنين صل موضعك قال لا وخرج خارج الكنيسة وصلى على باب الدرجة على باب الكنيسة وحده ثم جلس وقال للبطريرك لو صليت داخل الكنيسة كان المسلمون يأخذونها بعدي ويقولون هنا صلى عمر وكتب لهم خطأ أن لا يصلي أحد المسلمين على الدرجة إلا واحدا واحدا ولا يجمع فيها الصلاة ولا يؤذن عليها تم قال عمر رضي الله عنه للبطريرك عرفني موضعا أبني فيه مسجدا قال له البطريرك عن الصخرة التي كلم الله بعقوب عليها فلما جاء عمر إليها وجد ترابا كثيرا عليها فأخذ عمر من التراب في توبه فلما نظر المسلمون عمر قد حمل التراب لم يتأخر أحد منهم حتى حمل التراب في توبه فتتضفت للوقت قأمر عمر أن ييني هنا المسجد في اخرها ومضى إلى بيت لحم ودخل إلى كنيستها وصلى عند الحينة التي (29) ولد فيها السيد المسيح وكتب سجلك ان لا يصلي في هذا الموضع من المسلمين إلا رجلا بعد رجل ولا يجمع فيه صلاة ولا يؤذن فيه وعاد عمر بن الخطاب إلى المدينة ثم بعد ذلك كتب إلى عمرو بن العاص بأنه يتوجه إلى مصر ويفتحها وقيل أنه كتب في الكتاب إن وافاك كتابي هذا وأنت في أرض الشام فلا تعبر إلى مصر وإن وافاك وقد دخلت حدود مصر فاعبر على خيرة الله فلما وصله الرسول قال له عمرو ما خبرك قال إن عمر قد كتب إليك بكذا وكذا قال له أبق الكتاب معك ورحل إلى أن وصل إلى العريش فأحضر الرسول محضور أكابر القوم وأخذ الكتاب منه وقرأه عليهم وسأل هل العريش من حدود الشام آم من حدود مصر فقيل له من حدود مصر قال نعبر على خيرة الله تعالى فعبر إليها في سنة ثمان عشرة للهجرة في جمع كثيف من المسلمين.
قال وكان المقوقس عاملأ على مصر من جهة هرقل فاجتمع هو وأكابر القبط وصالحوا عمرا بن العاص على أن يؤدوا الجزية فلما تحقق الروم الذين بمصر اتفاقهم هربوا إلى الإسكتدرية وتحصنوا فيها وقانلوهم المسلمون قتالا شديدا واقتحم العرب حصن الإسكتدرية فحاشت عليهم الروم وأخرجوهم وأسروا عمرأ ابن العاص ومسلمة بن مخلد ووردان مولا عمرو فقال لهم البطريق بالإسكندرية قد صرتم أسرى في أيدينا فعرفونا ما الذي تريدون منا فقال لهم عمرو إما أن تدخلوا في ديننا واما أن تؤدوا الجزية واما أن نقاتلكم إلى أن نفي لأمر الله فقال البطريق لأصحابه أظن هذا أمير القوم وأراد أن يضرب عنقه ففهم وردان بالرومية كلام البطريق فجذب عمرا ولكمه وقال ما لك ولهذا القول وأنت أدنى من في الجماعة وأقل فاترك غيرك يتكلم فقال البطريق لو كان هذا أمير القوم ما كان يفعل به هكذا (30) فقال مسلمة إن أميرنا كان عازما على الانصراف عنكم وأراد أن يسير من أكابر القوم من يتفق معكم على شيء تتراضون عليه فإن اطقتمونا مضينا وعرفناه ما صنعتم بنا من الجميل ويتفق الأمر بينكم وننصرف عنكم فتوهم البطريق أن الأمر كذلك فأطلقهم فلما خرجوا قال مسلمة لعمرو يا عمر قد خلصتك لكمة وردان وبعد
Страница 18