============================================================
وفيها سير أيو بكر بن رايق يحكم التركي في جيش كثيف لقتال البريدي فهرب البريدي واستولى بن رايق على البصرة والأهواز فصار البريدي إلى عماد الدولة مستصرخا فبعث معه عماد الدولة أخاه معين الدولة أحمد بن بويه لفتح الأهواز فحصنها بن رايق وضمها ليكم بشرط أن يحمل إليه كل سنة ثمانية وثلاثين ألف دينار.
وفي سنة ست وعشرين وتلثماية غلب الأمير معين الدولة بن بويه على الأهواز وبقيت البصرة بيد البريدي واستقر يكم بواسط وجمع بن رايق آطرافه ببغداد.
203) وفي هذه السنة أمر الراضي بقطع يد الوزير أبي علي بن مقلة ولسانه وسببه أنه راسل الراضي على القبض على بن رايق واستدعى يحكم التركي فأحضرت القضاة واستفتوا فيه فأفتوا بقطع يده لسعيه في الفساد في الأرض فقطعت يده اليمنى وبعد أيام قطع لسانه وبقي مدة طويلة معتقلأ في موضع غامض في دار السلطان ويقال أنه لحقه ذرب ولا خادم له وكان يستقي الماء بيده اليسرى ويمسك الحبل بفمه ومات في شوال سنة تسع وعشرين وتلثماية ودفن في دار السلطان ثم نبش ودفع إلى أهله فدفنه ابته أبو الحسن في داره ثم تبشته زوجته ودفنته في دارها فدفن ثلاث دفعات بعد موته.
ويقال أنه ضرب بن مقلة ابن سيبود القاري سيع درر في آيام وزارته لأجل قراءة أنكرت عليه فدعا عليه بقطع اليد وكان كذلك ويقال أنه لما قطعت يده قال يد خدمت بها الخلفاء ثلاث مرات وكتبت بها القرآن تقطع كما تقطع يد اللصوص واين مفلة هذا هو صاحب الخط المشهور وهو أول من نقل الخط الكوفي المولد الطريقة العربية الحسنة ومعاتيها وجاء بعده ابن البواب فزاد في تعرييه وبلغ الغاية فيه ولابي علي بن مقلة شعر جيد من جملته.
إذا أتى الموت لميقاته فعد عن قول الأطباء وان مضى من آتت صب به فالصير من فعل الألباء ما مر بشيء من بني آدم أمر من فقد الأحباء وفي هذه السنة قصد يحكم التركي بغداد فقاتله أبو بكر بن محمد بن رايق وانهزم بن رايق وأخذ يحكم بغداد وكانت مدة إمارة بن رايق سنة وعشرة أشهر وستة عشر يوما ولما دخل يحكم بغداد خلع عليه الراضي (206) وسماه أمير
Страница 140