(شالح بن قينان)
ولد له عابر وعمره على الرأي السبعيني مائة وثلثون سنة وعلى رأي اليهود ثلثون سنة. وجميع أيامه اربعمائة وستون سنة.
(عابر بن شالح)
ولد له فالغ وعمره على الرأي السبعيني مائة وثلث وثلثون سنة وعلى رأي اليهود اربع وثلثون سنة. وجميع أيامه ثلاثمائة وثلث وأربعون سنة. ومنه اشتق اسم العبريّ. وقيل من ابرهيم لعبوره الأنهار منزوحا به من العراق الى الشام.
ومن أئمتنا باسيليوس وافريم يزعمان ان من آدم الى هذا عابر كانت لغة الناس واحدة وهي السريانية وبها كلم الله آدم وتنقسم الى ثلث لغات أفصحها الآرامية [١] وهي لغة اهل الرها وحرّان والشام الخارجة. وبعدها الفلسطينية وهي لغة اهل دمشق وجبل لبنان وباقي الشام الداخلة. واسمجها الكلدانية النبطية [٢] وهي لغة اهل جبال اثور وسواد العراق. ويعقوب الرهاوي يقول: ان اللغة لم تزل عبرية الى ان تبلبلت الألسن ببابل.
(فالغ بن عابر)
ولد له ارعو وعمره على الرأي السبعينيّ مائة وثلثون سنة وعلى رأي اليهود ثلثون سنة. وجميع أيامه ثلاثمائة وثلث وأربعون سنة. وفي سنة مائة وأربعين لفالغ فلغت الأرض اي قسمت قسمة ثانية [٣] بين ولد نوح. فصار لبني شام وسط المعمورة فلسطين والشام واثور وسامر [٤] وبابل وفارس والحجاز. ولبني حام التيمن كله اي
_________
[١-)] وفي نسخة: ارمانية. ويروى: الارمائية.
[٢-)] النبط: شعب قديم كانت منه بقية في ايام العرب بعد الهجرة. وكانوا في عزّ ملكهم ينزلون بلاد ما بين النهرين والعراق. وقد تقرر الآن انهم كانوا سريانيين كلدانيين ولغتهم السريانية. قال المسعودي في الصفحة ٧٨ من الكتاب الاول من مروج الذهب «ونزل ماش بن ارم بن سام ارض بابل على شاطئ الفرات فولد نمرود بن ماش وهو الذي بنى الصرح ببابل وجسر بابل على شاطئ الفرات ... وهو ملك النبط» وفي الصفحة ١٠٥ من الكتاب الثالث «فسائر النبط وملوكها ترجع في أنسابها الى نبيط بن ماش» وفي الصفحة ٩٤ من الكتاب الثاني «وكان من اصل اهل نينوى ممن سمينا نبيطا وسريانيين والجنس واحد واللغة واحدة. وانما بان النبيط عنهم بأحرف يسيرة من لغتهم والمقالة واحدة» . وفي الصفحة ١٠٧ من الكتاب الثالث «ومنهم (من النبط) ملوك بابل الذين قدمنا ذكرهم وانهم الملوك الذين عمروا الأرض ومهدوا البلاد وكانوا اشرف ملوك الأرض. فأذلهم الدهر وسلبهم الملك والعز فصاروا على ما هم عليه من الذلة في هذا الوقت بالعراق وغيرها» .
وأنشأ النبيط في بلاد العرب بين بحر القلزم والفرات عمارة كانت قاعدتها مدينة سائع المعروفة عند الأجانب باسم. وذهب المورخون الى ان ذلك كان ايام محاربة نبوكدنصر الثاني لليهود والعرب وفراعنة مصر.
(راجع ما كتبه عن النبيط العلامة الفرنسي كاترمير) .
. (١٨٣٥.-.. ...
[٣-)] لم تقسم الأرض عند بناء برج بابل وانما قسمت بعد ذلك عند تفرق الألسنة.
[٤-)] وفي نسخة: سامرة.
1 / 11