Современная история Египта: от исламского завоевания до наших дней, с заметками по древнеегипетской истории
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Жанры
ومن آثاره البنائية جامعه المسمى الجامع الجديد عند موردة الخلفاء، ويقال: إنه نقل حجارته من صنم عند قصر الشمع اسمه السرية عمل منه قواعد للأعمدة الكبار، وعمر القصر الأبلق بالقلعة، وجر الماء إلى قلعة القاهرة سنة 718ه في مجراة على قناطر مبنية بالحجر، وركز للمياه آبارا، وجعل عليها سواقي نقالة من عدة أماكن، وهي الباقية إلى الآن تعرف بالسبع سواقي عند فم الخليج، وتمتد منها نحو القلعة قناطر تفصل بين القاهرة ومصر القديمة، وعمر الحوش الكبير في القلعة زرع فيه بستانا نقل إليه الأشجار من الشام وغيرها، وبنى قناطر عديدة في أماكن مختلفة والبركة الناصرية، وكان في القلعة إيوان يسمى الإيوان الأشرفي فهدمه وبناه، وعقد فوقه قبة عظيمة، وكان يعمل فيه المواكب العظيمة، والقصر الكبير عند البركة الناصرية، وعمل باب الكعبة من الخشب السنط الأحمر المصفح بالفضة.
شكل 11-11: مجراة الماء والسبع سقايات.
وكانت مدة حكم الناصر هذه المرة كلها سكينة وسلاما خارجا وداخلا، ولم يخرج من مصر كل هذه المدة إلا مرتين؛ لزيارة الحرمين، ولم يتخابر مع دولة أخرى إلا التتر، وذلك بشأن تزوجه بابنة أزبك خان سنة 720ه فكان معتكفا بكليته إلى ترقية شأن البلاد، فأقام فيها - ولا سيما في القاهرة - مشروعات كلية الأهمية منها نزح الخليج المدعو باسمه «الخليج الناصري» سنة 727ه وقد أنشأ سنة 728ه سبعة جسور، وفي السنة التالية أنشأ مرصدا في الميدان، وشاد قصرا على أنقاض قصر الأشرف، فانتهى منه في سنة 734ه وأقام جسور شيبين سنة 735ه، وابتنى - عدا عن الجامع الناصري المتقدم ذكره - جامعا آخر بجانب جامع أبيه في شارع النحاسين يشاهد فيه عند الدخول إليه أعمدة ملتفة ، يقال: إن الملك الأشرف بن قلاون جاء بها من عكا تذكارا للظفر، وهناك كتابة يقول فيها: إن الذي بنى ذلك المشهد هو السلطان محمد بن الملك المنصور قلاون الصالحي سنة 698ه والمقريزي يقول: إن بناءه تم سنة 703ه وأن الملك العادل كتبغا هو الذي وضع أساسه أيام السلطنة، وشاد الناصر دارا كبيرة دعاها دار العدل، وأنشا عيونا كثيرة، ومدارس عالية متعددة.
ومن أعماله الحميدة: أنه أبطل جميع الضرائب الظالمة التي كانت تؤخذ على ما يباع ويشترى من حيوانات ونبات وعقار فأحبته الرعية، وأجمعوا على طاعته. فاستتبت الراحة، وعمر الصعيد على وجه خاص، ولم يشب الراحة إلا تنازع الوزراء على منصب الوزارة فألغاه حسما للمشاكل.
وفي سنة 740ه توفي ابنه أنوك فحزن عليه حزنا شديدا أورثه مرضا رافقه حتى الموت،فتوفي الناصر في 21 ذي الحجة سنة 741ه وعمره 75 سنة، ومدة حكمه 44 سنة وبضعة أشهر عن ثمانية أولاد ذكور تناوبوا الملك بعده الواحد بعد الآخر، إلا أن تنصيبهم وخلعهم كانا منوطين بأحزاب متضادة لا يستقرون على حال. فكانت مدات حكمهم قصيرة جدا.
وتزايدت فخامة ملك ابن قلاوون في آخر حكمه، وكثرت مماليكه حتى صار راتبه وراتب مماليكه كل يوم من اللحم الضاني ستة وثلاثين ألف رطل، وبالغ في مشترى المماليك حتى قيل بلغت مماليكه اثني عشر ألف مملوك، وهو أول من اتخذ الشاش والقماش للعسكر والأقبية المفتوحة، واتخذ الطرز الذهب، والحوائص الذهب، والسيوف المسقطة بالذهب والأقبية القاقم، ورتب المواكب في القصر ترتيبا حسنا، ورتب شرب السكر بعد السماط في القصر والأمراء مجتمعون، ورتب وقوف الأمراء في المواكب على قدر منازلهم، وكذلك أرباب الوظائف من المتنعمين، وقد طالت أيامه في السلطنة بخلاف من تقدمه من الملوك، وصفا له الوقت، وصار أكثر الأمراء والنواب مماليكه أو مماليك والده قلاون، ولا يعلم لأحد من الملوك آثار مثله ومثل مماليكه، حتى قيل: قد تزايدت في أيامه الديار المصرية، والبلاد الشامية في العمائر مقدار النصف من جوامع، وقناطر، وجسور، وغير ذلك من العمائر والإنشاء.
وترى في الصورة
11-12
نقود الملك الناصر بن قلاون النحاسية.
شكل 11-12: نقود الملك الناصر بن قلاوون. (17) سلطنة أولاد الناصر وهم أبو بكر وكجك وأحمد وإسماعيل وشعبان وحاجي وحسن وصلاح الدين (من سنة 741-762ه/1341-1362م)
Неизвестная страница