Современная история Египта: от исламского завоевания до наших дней, с заметками по древнеегипетской истории
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Жанры
وبعد خلافته بخمس سنوات أي في سنة 301ه بعث إلى مصر أربعين ألف مقاتل في 3 فرق مع الرجاء الوطيد بفوزها. فعلم الخليفة المقتدر بالله بما نواه المهدي فجهز جيشا لدفع هذه الرزيئة عن مصر؛ فجرت بين الفريقين وقائع عديدة شفت عن فوز الجيوش المصرية. فعاد الفاطميون على أعقابهم، وطاردهم المصريون حتى أخرجوهم من حدود مصر. فرأى عبيد الله بعد هذا الفرار أن يؤجل افتتاح مصر لوقت آخر، ولكنه رأى أيضا حصونه غير كافية؛ فأسس مدينة دعاها المهدية نسبة إليه على أن تكون عاصمة وقتية ريثما يفتح مصر فيجعل عاصمتها عاصمته؛ لأنه كان مصمما على افتتاحها إلا أن ذلك الافتتاح لم يتيسر لعبيد الله ولا لخلفه الأول والثاني، وفي سنة 322ه توفي عبيد الله المهدي وسنه 63 سنة بعد أن تولى الخلافة الفاطمية 26 سنة، فتولى ابنه أبو القاسم محمد الملقب بالقائم بأمر الله، وكان أكثر تشوقا للافتتاح من أبيه.
وفي أيام القائم هذا جاء أحمد بن كيغلغ مطرودا من مصر يطلب ملجأ عنده، وجعل يحثه على المسير إلى مصر وافتتاحها فرأى القائم أن في افتتاحها عظمة وفخرا؛ فجهز إليها، فعلم محمد بن طغج ذلك فحصن الحدود الغربية لمصر، وجعل فيها حامية قوية. لكن ذلك لم يمنع من نزول القضاء؛ لأن الفاطميين فتحوا الإسكندرية، وبعد أن مكنوا قدمهم فيها تقدموا بجيوشهم حتى دخلوا الفسطاط، واحتلوا قسما كبيرا من الصعيد. ثم رأى القائم بأمر الله أن جنده لا يقوون على افتتاح العاصمة فأجل ذلك ريثما تضعف شوكة الدولة العباسية أكثر من ضعفها إذ ذاك فيسهل عليه افتتاحها.
أما الدولة العباسية فكانت في غاية الضعف؛ لأن إماراتها أخذت تستقل عنها شيئا فشيئا. فاستولى القرامطة على سوريا وقسم من جزيرة العرب، والسامانيون على خراسان، والأمويون على الأندلس، والفاطميون على إفريقيا، والحمدانيون على ما بين النهرين وديار بكر، وبنو بويه على بلاد فارس، ولم يبق للعباسيين إلا بغداد وبعض ضواحيها ومصر.
الفصل الثامن
الدولة الإخشيدية
من سنة 323-358ه/934-968م (1) محمد الإخشيد (من سنة 323-334ه/934-946م)
فلما رأى أبو بكر محمد بن طغج أمير مصر ما كان من انحلال الدولة العباسية، وانقسام الدولة الإسلامية على ما تقدم طلب نصيبه من تلك القسمة؛ فصرح باستقلاله في مصر سنة 324ه فاضطر الخليفة إلى تثبيته، وملكه فوق ذلك سوريا مع أنها لم تكن بيده، وفي 327ه لقبه بالإخشيد، وكان ذلك لقب ملوك فرغانة، وهو من أولادهم، ومفاد هذه اللفظة في لغتهم: ملك الملوك، وكان كل من ملك فرغانة لقبوه بالإخشيد، كما يلقب الفرس ملكهم كسرى، والروم قيصر، والترك خاقان، واليمن تبع، والحبشة النجاشي ... إلخ، ومن سلالة أبي بكر هذا جاءت الدولة الإخشيدية، وفي تلك السنة أمر الإخشيد بنقل دار الصناعة من الجيزة إلى ساحل النيل فنقلت.
وفي سنة 328ه أعطى الخليفة الراضي بالله لقب أمير الأمراء لمحمد بن رائق صاحب فلسطين، وكان مستقلا عنه. فلاح له أن يغزو الشام وعليها الأمير بدر بن عبد الله الإخشيدي من قبل الإخشيد فحاربه فهرب بدر، فنهض محمد الإخشيد لإنجاده مستخلفا في مصر أخاه الحسن، وعسكر في الفرما، وكانت جيوش محمد بن رائق قد بلغت إلى هناك فتوسط بعض الأمراء في الأمر فانصرفت النازلة بالتي هي أحسن وتصالحا.
فعاد محمد الإخشيد إلى الفسطاط وما بلغها حتى أنبئ أن محمد بن رائق برح دمشق، وفي نيته أن يهاجم مصر. فأسرع الإخشيد حالا إلى ما كان عليه، فعاد بجيشه إلى الشام فالتقى بمقدمة جيش ابن رائق في العريش فحصلت واقعة شفت عن انهزام جيش محمد بن رائق إلى دمشق. فوضع محمد الإخشيد يده على الرملة، وأسر خمسمائة رجل من جيش ابن رائق، وفي هذه الواقعة قتل حسين أخو الإخشيد. فما كان من ابن رائق مع ما كان بينه وبين الإخشيد من العدوان إلا أنه أنفذ إليه ابنه مزاحما ومعه كتاب يعزي الإخشيد فيه على فقد أخيه، ويعتذر مما جرى، ويحلف أنه ما أراد قتله، وأنه قد أنفذ ابنه ليفديه به إن أحب ذلك. فلما بلغ مزاحم محمدا الإخشيد أكرم مثواه، وخلع عليه، واصطلحا على أن تكون البلاد من الرملة إلى حدود مصر للإخشيد، وباقي الشام لمحمد بن رائق، ويحمل إليه الإخشيد عن الرملة 140000 دينار كل سنة، وبعد أن أتم محمد الإخشيد هذه المعاهدة عاد بجيشه إلى مصر سنة 329ه.
وفي 6 ربيع أول من هذه السنة توفي الخليفة الراضي بالله، وعمره 32 سنة وشهور، ومدة حكمه ست سنوات وعشرة أشهر وعشرة أيام فبويع أخوه أبو إسحاق إبراهيم الملقب بالمتقي لله.
Неизвестная страница