Современная история Египта: от исламского завоевания до наших дней, с заметками по древнеегипетской истории
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Жанры
وهذه صورة النقود التي ضربت في عهد المتوكل على الله سنة 245ه (انظر شكل
5-6 ).
شكل 5-6: نقود المتوكل على الله. (12) خلافة المنتصر بن المتوكل (من سنة 247-248ه/861-862م)
فاستوى المنتصر على منصة الخلافة قبل أن تفارق أباه رجفة الموت، فلما استتب له الملك حدثته نفسه أن يحرم أخويه مما أوصى به أبوه لهما على ما مر بك. فحملهما سنة 248ه على أن يوقعا على صك بحرمانهما من الخلافة، ومما أوصى لهما به أبوهما من المدن، وساعد المنتصر على ذلك وصيف التركي وشركاؤه بقتل المتوكل مخافة أن يلقوا جزاء ما فعلته أيديهم إذا وصلت الخلافة إلى أحد الأخوين. على أن حياة المنتصر لم تكن لقصرها تستحق كل هذه الاحتياطات؛ لأنه أصيب بعد توليته بأيام بداء أعيا الأطباء، وما زال حتى ذهب بحياته، وهو يتقلب على مثل جمر الغضا من الألم. (13) خلافة المستعين بن محمد (من سنة 248-252ه/862-866م)
وبعد وفاة المنتصر تشاور وصيف التركي، وبغا الصغير، وبغا الكبير، والوزراء، والأعيان؛ فيمن يجب أن يكون الخليفة عليهم، فأجمعوا على حرمان أبناء المتوكل، ووقع اختيارهم على أحمد بن محمد بن المعتصم، وقالوا: لا تخرج الخلافة من ولد مولانا المعتصم، فبايعوه يوم وفاة المنتصر، ولقبوه بالمستعين بالله، ولم يكد يتم ذلك حتى قامت عصبة يريدون استخلاف المعتز بالله إلا أنهم كانوا نفرا يسيرا؛ فتفرقوا، ولم تكن النتيجة إلا القبض على ولدي المتوكل وسجنهما. (13-1) أحمد بن طولون
ومن ذلك الحين أخذ نجم أحمد بن طولون بالظهور في أفق الأعمال السياسية، فتوفي والده سنة 239ه وهو لم يبلغ التاسعة عشرة من العمر ، وكان ذلك في أيام الخليفة المتوكل في الثماني السنوات الأولى، فرأى في أحمد اللياقة؛ ليخلف أباه على إمارة الستر، وكان أحمد قد تعلم وتربى تربية حسنة، وكان تقيا رضي الخلق كريم النفس لين العريكة مع إقدام وبسالة وعلم بالسياسة، وكان مغرما بمطالعة الحديث؛ فاكتسب شهرة بالتقوى والعدالة، فأحبه جميع الضباط الأتراك الذين كانوا في بلاط الخليفة، وفيهم أحد كبرائهم برقوق فأزوج أحمد ابنته فجاءه منها غلام دعاه عباسا.
ومن الغريب أن أحمد بن طولون شب بين الدسائس والمفاسد، ولم يصب إليها، ولم تحدثه نفسه يوما باتباعها بل كان يمجها وينفر منها. أما آدابه ومعارفه: فكانت تتسع يوميا بالاختبار والمراقبة، فقد كان على كثرة شواغله لا يترك فرصة تفوته في توسيع دائرة علمه، فكان يسير من وقت إلى آخر إلى ترسوس في آسيا الصغرى؛ للتعلم في مدارسها، وكان لشدة كلفه بالعلم كلفا بالعلماء. فالتمس من عبيد الله بن يحيى رئيس وزراء الخليفة إذنا بالتوجه إلى ترسوس لملازمة دروسه، فأذن له مع استبقاء مركزه ولقبه ومرتباته كالعادة فسار إليها، ثم دعته والدته أن يأتي إليها، فجاء سامرا في خلافة المستعين بالله غير عالم بشيء مما حصل في غيابه من قتل المتوكل وتولية المنتصر.
وبينما كان عائدا من ترسوس هذه المرة وسنه 19 سنة هجم بعض أهل البادية على الركب الذي كان هو برفقته يريدون سلبه، وفيه ما يساوي مبالغ وافرة كلها محمولة إلى الخليفة المستعين بالله، فخافت حامية الركب، وكاد اللصوص يظفرون فدفعهم أحمد بعزم شديد، وأعادهم على أعقابهم القهقرى. فلما بلغ الركب سامرا أخبروا الخليفة بما كان من بسالة ابن طولون فنفحه بجائزة ألف دينار، وأنزله منزلة الأمراء، ووهبه إحدى جواريه واسمها مية، وهي التي ولدت له ابنه الثاني «خمارويه» سنة 250ه وهي أول سني ظهور نجمه.
وفي أثناء ذلك ثارت عصبة كبيرة تريد خلع المستعين، وذلك أن المماليك الأتراك الذين كانوا يخدمون في بلاط الخلفاء وجندهم - على ما تقدم - كانوا يزدادون عددا وقوة منذ أيام المعتصم؛ لتقلبهم في المناصب العالية فأمسوا وفي أيديهم أزمة الدولة يديرونها كيف شاءوا، وقد كان قبل وفاة المتوكل يقتنعون بعزل وتولية الأمراء والوزراء، وقتل من شاءوا ممن ليس على غرضهم، لكنهم بعد ذلك لم يعد يرضيهم إلا التداخل في عزل الخلفاء وتوليتهم. فكانوا إذا لم يعجبهم خليفة سعوا في استبداله فيستنجدون أحزابهم وينفذون مآربهم، وقد كانت تولية المستعين بالله بمساعي بعض كبراء الحرس الخاص؛ فاستاء البعض الآخر، وجعلوا يسعون في خلعه ، فخلعوه سنة 252ه بعد أن تولى أمرها ثلاث سنوات و8 أشهر. (14) خلافة المعتز بن المتوكل (من سنة 252-255ه/866-869م)
وبعد خلع المستعين بايعوا ابن عمه المعتز بالله، وهو ابن المتوكل على الله، وأخو المنتصر، وكان محروما من حقوق الخلافة منذ قتل أبيه، وعمره إذ ذاك 18 سنة وبضعة أشهر، وكان بعد أن فر من سجن سامرا مع أخيه المؤيد بالله قد أعادهما ابن عمهما المستعين إلى القيود. فالأحزاب التي قويت بعد ذلك، وخلعت المستعين، لم يكن لها دخل في قتل المتوكل، فحلوا قيود المعتز، وبايعوه يوم الجمعة في 14 محرم سنة 252ه وجاءوا إلى المستعين، وأجبروه على أن يتنازل ففعل فنقلوه إلى قلعة، وجعلوا عليه حراسا، ثم أرسلوه إلى واسط في سرب تحت قيادة أحمد بن طولون فقتل في الطريق، ويقال: إن الحاجب سعيدا هو الذي قتله بناء على أوامر سرية من المعتز بالله، وقال البعض: إن أحمد بن طولون هو الذي فعل ذلك بيده. غير أن الجمهور أجمع على تبرئته من هذه التهمة الفظيعة.
Неизвестная страница