لما كان في مقدمة ما نستند إليه في الوقوف على حياة الإنسان في العصور التي سبقت التاريخ، هو تلك الآثار التي تخلفت عن هذا الإنسان وأدواته وطبيعة عصره، رأينا أن نتحدث هنا عن علم التنقيب عن الآثار، ذلك العلم الذي قعد قواعده وأصل أصوله، العالم البريطاني الأثري السير ويليام يتري الذي توفي في 1942، هذا ويستند التنقيب عن الآثار إلى ما نوضحه هنا: (1)
دراسة الكتب القديمة ولا سيما التاريخية؛ فقد توضح المناطق التي قامت فيها الدول والحضارات أو تشير إليها، ولا يزال كتاب هيرودوت عمدة الكتب، وكذلك الوقوف على اللغات القديمة وقراءة الرسوم؛ مما يعين على تحقيق هذه الغاية. (2)
ما يتناقله الرواة والسكان الحاليون؛ فقد يلتمس المنقب من أقوالهم وأساطيرهم شيئا يفيده. (3)
ما يشاهده المنقب العالم في رحلاته بين أيدي السكان السذج من أشياء لا يعرفون قيمتها، وإن كانوا قد يعرفون مصدرها في المدافن والمعابد؛ فقد يكون بيد الساذج جمجمة بشرية أو إناء خزفي أو قطعة نقود أو قرط أو عظام. (4)
ما ينتهي علمه إلى العلماء حين تحفر الترع أو تهدم الدور القديمة؛ فقد تبدو صناديق وأكفان وأوان وأدوات. (5)
ما يكشف عنه علم طبقات الأرض (الچيولوچيا) من صخور وأحافير. (6)
ما يكشف عنه علم الطب والعلوم الزراعية والهندسية وغيرها من أسرار حياة الإنسان القديم. (7)
الجهة الغربية من موقع المدينة المطمورة أو موطن آثار الحضارة البائدة؛ إذ إنه يكاد يكون من المحقق وجود مقابرها، خاصة متى كان العشب الذي ينمو فوقها أشد خضرة من العشب الذي ينمو في مكان آخر. (8)
جس طبقة الأرض أو الطرق عليها حين يظن المنقب أن هذه المنطقة أثرية. (9)
ساعد الطيران المنقبين في كشف المواقع الأثرية، التي عجزوا عن الوصول إليها بوسائل النقل الأخرى. (10)
Неизвестная страница