يقسم الأرضيون عصر الحجر ثلاثة أقسام: أولها «عصر الحجر الباليوليتيكي»، وهو أطول من الثاني؛ أي عصر الحجر الأول أو القديم، حين كان الإنسان يشترك مع الماموث ودب الكهف ووحيد القرن ذي الشعر الصوفي وغيره في سكنى أوروبا. وكانت أدوات هذا العصر مصنوعة بالحك خشنة غير مصقولة وضخمة لا فن فيها، والسلاح شحفة من الحجر، تستدق من الطرف ولم يخلف عصر الحجر الأول هذا آثارا للكلب والخروف والفرس والدين. أما في عصر الحجر الأول المتوسط فإن الأدوات والآلات كانت تصنع بالضغط عوضا عن الحك، والأسلحة عفناء. ومن الأدوات القوس والنشاب وآلات تثقيف العيدان والرماح، والرمح، والحربة، والمسطرين، والإبرة العاجية، والفرو، والجلد والرسم، والصور، ومخلدات الميت.
هذا وفي فرنسا وشمال إيطاليا قليل من بقايا إنسان عصر الحجر القديم؛ لأن العظام لم توجد إلا في الكهوف والمخابئ الصخرية؛ إذ إن الدفن لم يكن معروفا. وقد وجد «بوشيه دي برتيه» في سنة 1841، أول أداة حجرية أولية عند أحد السواحل الرملية وفي منشكور، وقد ظهرت كشوف أخرى بعدئذ.
وقد قسم الأرضيون عصر الحجر الأول أقساما تبعا لما عثروا عليه من بقايا الماموث والدب والأيل. (2-2) عصر الحجر النيوليتيكي
كان لورد «أفيبوري» أول من أسماه بهذا الاسم «عصر الحجر الجديد»، فقد أطلق منذ يومئذ على المدة التي كانت فيها الأدوات المصنوعة من الحجر مصقولة ودقيقة على نقيض صناعة الأدوات في المدة الأولى من عصر الحجر أو «عصر الحجر الباليوليتيكي»، عصر الحجر الأول. وقد عرف «عصر الحجر النيوليتيكي»؛ أي الجديد حين كشفت المدافن القديمة، وأغوار البحيرات السويسرية وبعض أراضي الدنمرك والمغارات التي وجدت بها العظام. هذا ولم يوجد شيء من المعادن سوى الذهب، الذي يبدو أنه كان يستعمل في الحلي أحيانا. ومن ظواهر عصر الحجر الجديد معرفة الزراعة، والفخار والنسيج وتأليف الحيوان، ودفن الموتى في مدافن. وقد قسم الأرضيون هذا العصر أقساما غير قليلة.
هذا ويرجح أن الزمن النيوليتيكي - الحجري الأخير - بدأ بعد عصر الجليد؛ أي منذ 15 ألف سنة، وانتهى منذ 8 آلاف. أما عصر البرنز فقد بدأ منذ انتهاء عصر الحجر الأخير إلى ثلاثة آلاف سنة حين بدأ الحديد. ومن أدوات هذا العصر، زوارق الصيد والأكواخ والفخار والمساكن الخشبية في البحيرات. ومن حيوانه الكلب المستأنس. (2-3) عصر البرنز
هو عصر الصناعة الثاني، هو العصر الذي أعقب عصر الحجر سالف الذكر إذ أخذ الإنسان يستخدم البرنز في صنع أدواته.
والبرنز مؤلف من خليط من النحاس والصفيح في حين أن الحديد يمكن تخليصه من الخام حالا بمطرقة لشكله. وكان الأجدر أن يعرف قبل البرنز، ولكن الآثار تدل على أن عصر البرنز قد سبق عصر الحديد.
هذا وفي أول عصر البرنز لم تكن السيوف والأسلحة والدروع معروفة، فلم يعرف إلا المحور والسكين والحربة.
وكان عصر البرنز أقصر زمنا من عصر الحجر الجديد أو الأخير وأكثر منه ثقافة، أما وجود الأدوات مدفونة مع جثة الميت في عصري الحجر والبرنز، فليس معناه أن الميت سيبعث حيا وسيستعمل هذه الأدوات، ولكن قد يكون معناه كراهة أن يستعملها الحي.
هذا ويقال إن النحاس قد سبق البرنز، فقد وجدت حوالي البحر المتوسط وفي أوروبا الوسطى وأرلنده أدوات من النحاس فقط. أما البرنز فيتألف من جزء من عشرة من الصفيح وتسعة من النحاس.
Неизвестная страница