والقطعة الصغيرة من هذه الأجسام تسمى شهبا. أما الكبيرة فأسماها (نيزك) وحرارة هذه الأجسام كبيرة جدا ومحدثة زيادة في كثافة الهواء والحرارة، ويبقى الشرر بضع دقائق بعد احتراق النيزك، وبينما يبقى سطح النيزك حارا يكون داخله باردا. وكلما انفجر قبل وصوله إلى الأرض، ضعف ولم يغر فيها.
هذا ويرجح أن تكون النيازك والشهب مواد تقذفها الكواكب السيارة أو من بقايا السديم الأصلي الذي تألفت منه الشمس والكواكب، وحين حللت هذه الأجسام وضح أن بها أكثر من ثلاثين معدنا كالحديد والنحاس والنيكل والبوتاس والكلسيوم والصوديوم والقصدير والأوكسيچين والسيليكون والمغنسيوم والكوبلت والكبريت، ويقال إنها من غير الأنواع التي على الأرض.
ولما أحميت، خرج منها غاز الهيدروچين والنيتروچين والهيدروكاربون وأول أوكسيد الكاربون وغيرها.
هذا ويبلغ عدد النيازك التي تنفصل من كواكبها خمسة عشر مليون نيزك في كل أربع وعشرين ساعة. ولكن أكثر هذه النيازك يحترق وهو بعيد جدا من الأرض فلا يصل إلى سطحها بل يتبدد في الفضاء، ومن الشذوذ أن يبلغ النيزك سطح الأرض، ولكن هذا نادر الحدوث، ففي ولاية كنساس الأمريكية قد لا يقتل بسبب سقوط نيزك إلا واحد في كل أربعة عشر ألف سنة. وقد سقط النيزك الكبير في سيبريا الشمالية في سنة 1908، فأحدث حريقا هائلا في غاباتها أتلف ما مساحته مائة ميل مربع مسببا أمواجا هوائية.
وقد صار نيزك سيبريا إلها تعبده بعض القبائل المقيمة هناك؛ إذ تزعم أنه إله هبط من السماء ليوقد ناره في الفجرة والعصاة.
وقد أخمدت إحدى الثورات على أثر سقوط نيزك في أمريكا الوسطى، فإن النيزك قتل زعيم ثورة إحدى الطوائف فخاف الثوار وتفرقوا.
ويغلب سقوط الأجسام ليلا خاصة بعد منتصف الليل. وفي متحف نيويورك نيزك حجمه 385 قدما، ووزنه 36 ونصف طنا، وأكبر نيزك هو الذي سقط قريبا من فانوفارا في سيبريا فإن وزنه 136 طنا.
على أن ما ينزل على الأرض من الأجسام يقدر بألوف المرات مما يشاهده الفلكيون والناس. وقد كان لسقوط الأجسام أثره قديما وحديثا. (9) القرآن ونشوء الكرة الأرضية
آثرنا - إتماما للحديث عن نشوء الأرض - أن نورد هنا بعض الآيات القرآنية التي عرضت لهذا الموضوع:
جاء في سورة الأنبياء:
Неизвестная страница