قصعه.
~~وفى رواية أن غزالة امرأة شبيب نذرت أن تصلى في مسجد الكوفة ركعتين تقرأ فيهما لبقرة وآل عمران، فدخل بها شبيب الكوفة، فوفت بنذرها، ولما رحل شبيب بعث لحجاج حبيب بن عبد الرحمن الحكمى فى أثره فى ثلاثة آلاف من أهل الشام، وقال له : حيثما لقيته فنازله ، وبعث الحجاج إلى العمال أن دسوا إلى أصحاب شبيب : أن من جاءنا منهم فهو آمن، فكان كل من ليست له تلك البصيرة ممن قد هده القتال يجىء فيؤمن ، فتفرق عنه ناس كثير من أصحابه.
~~وبلغ شبيب أن عبد الرحمن بالأنبار؛ فأقبل بأصحابه فبيتهم، فما قدر عليهم بشىء ، لأنهم قد احترزوا وجرت مقتلة، وسقطت أيد وفقثت أعين، فقتل من أصحاب شبيب نحو من ثلاثين ، ومن الآخرين نحو من مائة؛ فمل الفريقان بعضهم بعضا من طول القتال ، ثم انصرف عنهم شبيب وهو يقول لأصحابه : ما أشد هذا الذى بنا لو كنا إنما نطلب الدنيا، وما أئسر هذا في جانب ثواب الله عز وجل! ثم حدث أصحابه فقال : قتلت أمس منهم رجلين، أحدهما: أشجع الناس، والآخر: أجبن الناس: خرجت عشية أمس طليعة لكم، فلقيت منهم ثلاثة نفر دخلوا القرية؛ يشترون منها حوائجهم، فاشترى أحدهم حاجته ثم خرج قبل أصحابه، وخرجت معه، فقال لي : اتشترى علفا؟ فقلت : إن لى رفقاء قد كفونى ذلك، أين ترى عدونا هذا؟ فقال : قد بلغنى أنه نزل قريبا منا، وايم الله، لوددت أنى قد لقيت شبيبهم هذا! قلت: فتجي ذلك؟ قال : نعم، قلت : فخذ حذرك، فأنا والله شبيب، فانتضيت سيفى، فخر والله ميتا وانصرفت .
~~فلقيت الآخر خارجا من القرية؛ فقال لى : أين تذهب الساعة، وإنما يرجع الناس إلى عكرهم؟ فلم اكلمه ومضيت، فتبعنى حتى لحقنى، فعطفت عليه فقلت له : مالك؟
~~فقال : أنت والله عدونا! فقلت : أجل والله، فقال : والله لا تبرح حتى تقتلنى أو أقتلك، فحملت عليه وحمل على، فاضطربنا بسيفنا ساعة، فوالله ما فضلته فى شدة نفس ولا قدام ، إلا أن سيفى كان أقطع من سيفه؛ فقتلته (1) .
~~وفيها هلك شبيب الخارجى؛ وكان سبب ذلك أن الحجاج أنفق فى أصحاب سفيان بن الأبرد مالا عظيما، بعد أن عاد شبيب عن محاربتهم وقصد كرمان بشهرين، وأمر سفيان وأصحابه بقصد شبيب؛ فسار نحوه ، وكتب الحجاج إلى الحكم بن أيوب زوج ابنته - وهو عامله على البصرة - يأمره أن يرسل أربعة آلاف فارس من أهل البصرة إلى سفيان؛ ----
Страница 140