حنيف، فقال سليمان: لقد هممت أن أحجر على يزيده، فرد يزيد عليه(11 حبابة، فاشتراها رجل من أهل مصر، فقالت سعدة امراته : يا أمير المؤمنين هل بقى من الدنيا شىء تتمناه؟ قال : «نعم، حبابة» فأرسلت سعدة رجلا فاشتراها بأربعة آلاف دينار، فصنعتها(2) حتى ذهب عنها كلال السفر ، فأتت بها يزيد وأجلستها من وراء الستر وقالت : ايا أمير المؤمنين أبقى من الدنيا شىء تتمناه؟ قال ألم تسألى عن هذا مرة فأعلمتك ؟
~~فرفعت الستر وقالت : «هذه حبابة» ومضت وخلفتها عنده ، فحظيت سعدة عنده، فأكرمها وحباها. وسعدة من آل عثمان بن عفان (3).
~~وأنبأنى محمد بن عمران وغيره عن على بن محمد عن يونس بن حبيب آن حبابة غنت يزيد بن عبد الملك يوما:
بين التراقى واللهاة حرارة
ما تطمئن ولا تسوغ (فتبرد)
فأهوى ليطير، فقالت : «يا أمير المؤمنين إن لنا فيك حاجة»، ثم مرضت بعد وثقلت، ققال : كيف أنت يا حبابة؟ قلم تجبه ، فبكى وقال :
فإن يسل عنك القلب أو يذهل الهوى
فباليأس تسلو النفس لا بالتجلد
قال عمر: ومكث يزيد بعد حبابة سبعة أيام لا يخرج إلى الناس ، أشار عليه بذلك مسلمة مخافة أن يظهر عليه شىء يشينه عند الناس وغزا فيها الجراح بن عبد الله الحكمى اللان ففتح حصونا من وراء البحر وسبى وغنم.
----
Страница 183