История театра в арабском мире: XIX век
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
Жанры
2
وتمثلت الصدفة في عدم وجود أية إشارة تدل على أن يعقوب صنوع قام بنشاطه المسرحي المعروف في مصر! بل إن ما وجدته من حجج وبراهين وأسانيد ووثائق، أكدت أنه لم يكن في يوم من الأيام رائدا للمسرح المصري، كما هو معروف أيضا. ورغم أهمية هذه الصدفة، إلا أنني تمهلت في الكتابة عنها، حتى قمت بقراءة وجمع معظم ما يتعلق بهذا الموضوع. (1) صحف صنوع وتاريخه المسرحي
على الرغم من كثرة الكتابات العربية التي صدرت عن صنوع كمسرحي، إلا أنها لم تتطرق - في معظمها - إلى تاريخه المسرحي من خلال صحفه. بل تطرقت إلى هذا التاريخ من خلال مذكراته فقط. مع أن هذه المذكرات ما هي إلا تفصيل لما أورده صنوع بنفسه في صحفه. لذلك سنبدأ بتتبع تاريخ صنوع المسرحي كما جاء في صحفه، مع تفنيد لمعظم ما جاء في هذا التاريخ.
أول إشارة كتبها صنوع في صحفه عن نشاطه المسرحي، كانت في 17 / 4 / 1878 من خلال إحدى المحاورات، عندما قال أبو خليل لأبي نظارة: «وأسست لنا تياترو عربي وصنفت لك مقدار ثلاثين كوميدية من قريحتك نثر وأشعار وحرقت فيها دم قلبك وعلمت أبناء الوطن التشخيص بكل مهارة في التياترو ...»
3
وعلى الرغم من أن هذه المعلومات معروفة للجميع، وتكررت عند جميع من كتبوا عن صنوع، إلا أنها معلومات جاءت من مصدر وحيد وهو صنوع نفسه، ولم يقره فيها أي ناقد أو كاتب ممن عاصروه في هذه الفترة، كما سنبين ذلك في موضعه. هذا بالإضافة إلى أن هذه الإشارة جاءت من خلال إحدى المحاورات؛ أي من الممكن اعتبارها نوعا من الهزل، تبعا لأقوال صنوع في محاوراته عموما.
جزء من إحدى صفحات صحف صنوع المخطوطة في مصر.
ومهما يكن من أمر اعتبار هذه الإشارة، سواء جد أو هزل، إلا أن أهميتها الكبرى، تتمثل في نشرها في صحف صنوع في مصر، لا في باريس. وهذا يعني أن يعقوب صنوع كتبها وهو مطمئن لصحتها. بل إن من يقرؤها لا يظن مطلقا أنها معلومات خاطئة! وبالرغم من ذلك فإن الشك يحيطها! لأن أعداد هذه الصحف - الخمس عشرة - الصادرة في مصر فقدت وأعاد صنوع كتابتها مرة أخرى في عام 1889. والنسخة المعادة (المخطوطة)،
4
هي التي وصلتنا في وقتنا الحاضر. ومن المرجح أن يعقوب صنوع غير فيها وزاد معلومات جديدة لم تكن في النسخة الأصلية المطبوعة، خصوصا أخباره المسرحية.
Неизвестная страница