ذكر توجه مولانا السلطان إلى حصن الكرك
كان قد اتصل بمولانا السلطان أن جماعة من العشران الذين استخدمهم بحصن هالكرك جرخية وجاندارية وخراسانية واسباسلارية سولت لهم نفوسهم ان يثبتوا في االحصن ، ويقتلوا من فيه من نواب مولانا السلطان ، ويسلموه لأخ كان للملك القاهر ابن الملك المعظم من آمه لكونه ممن ينسب إلى الملك الناصر صاحب الكرك ، وكان مقيما معهم بالكرك لا يؤبه له . فخرج مولانا السلطان من القاهرة يوم الخميس ثالث عشر ذي الحجة قاصدا الحصن مشمرا عن ساق الجهاد ، يلحق في طي التلاع بالوهاد ، حتى دخل الحصن بغتة يوم السبت ثاني عشرين الشهر . ثم استدعاهم وكانوا زهاء ستماية نفس وهو على سطح ، وامرهم أن يلقوا اسلحتهم ليعرضوا ، فلماالقوا أسلحتهم أمر بالقبض عليهم وشنقهم ، فشفع فيهم من كان في خدمته من الأمراء فعفا عنهم ، واخرجهم من الحصن سوى ستة أنفس فإنه قطع ايديهم وارجلهم من خلاف ، فإن النفاق كان معصوبا بروسهم ثم قال لهم : "ما لكم في بلادي شيء" . تضرعوا إليه وسألوه في أن يعاد إليهم ما كان ارتجع الديوان السلطاني من أموالهم ، فأمر لهم بذلك ونفاهم إلى مصر ، فلم يعد بعد أحد منهم إلى ديارهم الي أخرجوا منها . استدعى الطواشي شمس الدين صواب السهيلي الصالحي ، وكان واليأ على صناعة الانشاء بمصر ، وسلم إليه حصن الكرك ، وفوض إليه النظر في حواصله وذخايره وكذلك استدعى أيضا من مصر رجالا رتبهم في المواضع التي كانتالعشران مرتبين لحراسة الحصن ، ثم خرج منه متوجها إلى دمشق يوم الجمعة الثامن والعشرين من ذي الحجة ، وسياني شرح السبب الموجب لتوجهه إليها مفصلا في مواضعه - إن شاء الله- .
Страница 135