توفي يوم الجمعة الثامن من جمادى الأولى بدمشق ، ومولده تقريبا سنة ثمان وتسعين وخمس مئة . اشتغل بالفقه على الشيخ الإمام العلامة شمس الدين ابن الحصيري ، وولي نيابة الحكم عن قاضي القضاة صدر الدين أبي العباس [ أحمد بن حيىع] بن سني الدولة الشافعي بدمشق ، وولي قضاء القضاة في الأيام الظاهرية استقلالا ، وكان رجلا مفتيا إماما ، وكان إليه تدريس المدرسة المعظمية بجبل قاسيون ، وولي تدريس المدرسة الخاتونية في الأيام الظاهرية .
علي بن سالم بن إسماعيل بن المبارك بن عزيز بن المجلي ، الكاتب النحوي الموصلي ، الشيخ زين الدين أبو الحسن .
توفي في هذه السنة بالموصل ، وأصله من تل يعفر ومولده سنة تسعين وخمس ماية . قرأ أولا الكتاب العزيز وحفظه حفظا جيدا ، ودرس صدرا متوفرا من فقه الإمام الشافعي - رضي الله عنه - ولازم الشيخ أبا حفص (مجد الدين) عمر بن أحمد النحوي ، واختلف إليه مدة طويلة ، قرأ عليه النحو واللغة وأشعار العرب ، وغير ذلك من الفنون الأدبية ، وفاق أبناء زمانه ، وناظر وبحث معاالعلماء ، وكتب الإنشاء لبعض أمراء الموصل ، ثم تقلبت به الحال إلى أن خدم بدرالدين لولو صاحب الموصل في ديوان المكاتبات ، وكان رأس الكتاب به . فلما كملت ادابه واستضاء نجم فضيلته وشهابه ، جذبه بدر الدين لولو إلى خدمته ، وأفاض عليه من جلابيب نعمته ، وألقى شعاع سعادته عليه ، وصار أقرب الناس إليه ، وأوفرهم حظأ لديه ، وجعله منشئ دولته ، وأنفذه رسولا إلى عدة جهات ، ثم تعطل ولزم بيته في سنة اثنتين وخمسين ، وكان سبب ذلك آن بدر الدين ، لما عزم على تسيير ولده المك الصالح ركن الدين إسماعيل إلى التتار ، عين شرف الدين ، ولد المذكور ، ان ييمضي صحبته ، فسال زين الدين هذا ان يعفى من السفر ، فغضب عليه بدر الدين] ونهبه ، وتقدم إليه بلزوم بيته ، فلزم بيته إلى أن توفي بدر الدين سنة سبع و خمسين [ وستماية] واستمر ملازما بيته إلى أن استولوا التتر على الموصل في سنة ستين ، عجز عن القيام بنفسه ، ففتح له مكتبا ، وأقام على ذلك برهة ، ثم تعطل من التعليم لكبر سنه وفقره ، فخدم كاتبأ على البقول ، ولم يزل كذلك إلى أن مات في التاريخ المذكور .
Страница 115