149

ذلك العام ودعي باسمه على منابرها ولكنه أقام على الحج محمدا بن داوود بن عيسى نائبا عنه.

وظل محمد بن داوود بعد ذلك الى وفاة المعتصم في سنة 227 وبعض خلافة الواثق أو كلها (1).

** غارة بني سليم :

وفي سنة 230 أغار بنو سليم على بعض مدن الحجاز (2) وعاثوا فيها فسادا ونهبوا الأسواق وامتد أذاهم الى كثير من الناس وقطعوا الطريق وأوقعوا بجند والي المدينة فأرسل الواثق في سنة 230 جيشا بقيادة أحد قواده من الأتراك «بغا الكبير» فقتل منهم نحو خمسين رجلا كما أسر نحو الف ممن عرفوا بالشر والفساد وحبسهم بالمدينة (3).

وبنو سليم كانوا ولا يزالون يسكنون بقرب المدينة في حرة بن سليم وهم من قيس غيلان اشتهروا بالبأس والكثرة وأعتقد أنه أول عصيان غير سياسي تقوم به قبائل البدو في الحجاز في تاريخ الإسلام لا غرض له إلا الافساد واشباع البطون الجائعة.

ولا غرابة فقد بدأت في هذا التاريخ صولة الخلفاء تنهزم في نظر رعاياها كما بدأت قبل هذا بقليل تشح أعطيات الخلفاء مما جعل بادية الحجاز تشعر بالفاقة واجتمعت الى الفاقة قلة المبالاة بالسلطان وهيبته فأدى ذلك الى عبث البدو بالأمن العام ، واستمرأ العابثون هذا العدوان بمرور الأجيال فاتخذوها عادة

Страница 169