История древнего залива Александрии и канала Махмудия
تاريخ خليج الإسكندرية القديم وترعة المحمودية
Жанры
5
سنة 1235 (18 ديسمبر سنة 1819). وفي أواخره (أوائل يناير سنة 1820) انقضى أمر الحفر بترعة الإسكندرية، ولم يبق من الشغل إلا القليل، ثم فتحوا لها شرما خلاف فمها المعمول خوفا من غلبة البحر، فجرى بها الماء واختلط بالمياه المالحة التي نبعت من أرضها وعلا الماء منها على بعض المواطن المسبخة وبها روبة عظيمة، وساح على الأرض وليس هناك جسور تمنع، وصادف أيضا وقوع نوة وأهوية علا فيها البحر المالح على الجسر الكبير ، ووصل إلى الترعة، فأشيع في الناس أن الترعة فسد أمرها، ولم تصح وأن المياه المالحة التي منها ومن البحر غرقت الإسكندرية، وخرج أهلها منها إلى أن تحقق الخبر بالواقع، وهو دون ذلك ورجع المهندسون والفلاحون إلى بلادهم بعد ما هلك معظمهم.
واستهل شهر ربيع الثاني سنة 1235 (17 يناير سنة 1820). وفي سابعه (23 يناير) سافر الباشا إلى الإسكندرية للكشف على الترعة، وسافر صحبته ابنه إبراهيم باشا ومحمد بيك الدفتردار والكتخدا القديم ودبوس أوغلى (وفي ثالث عشره) حضر الباشا ومن معه من غيبتهم وقد انشرح خاطره لتمام الترعة وسلوك المراكب وسفرها فيها، وكذلك سافرت فيها مراكب رشيد والنقاير بالبضائع، واستراحوا من وعر البوغاز والسفر في المالح إلى الإسكندرية والنقل والتجريم وانتظار الريح المناسب لاقتحام البوغاز والبحر الكبير، ولم يبق في شغل الترعة إلا الأمر اليسير وإصلاح بعض جسورها.
واستهل شهر ذي الحجة سنة 1235 (9 سبتمبر سنة 1820) ومنها (أي من حوادثها) أن ترعة الإسكندرية المحدثة لما تم حفرها وسموها بالمحمودية على اسم السلطان محمود، فتحوا لها شرما دون فمها المعد لذلك، وامتلأت بالماء فلما بدأت الزيادة فزادت وطف الماء في المواضع الواطية، وغرقت الأراضي؛ فسدوا ذلك الشرم، وأبقوا من داخله فيها عدة مراكب للمسافرين، فكانوا ينقلون منها إلى مراكب البحر، ومن البحر إلى مراكبها، وبقي ماؤها مالحا متغيرا، واستمر أهل الثغر في جهد من قلة الماء العذب، وبلغ ثمن الراوية قرشين. أ.ه.
وجاء في كتاب «لمحة عامة إلى مصر» لكلوت بك، تعريب محمود مسعود بك ج1 من ص413 إلى ص415 ما نصه:
ومرفآ الإسكندرية هما الوحيدان اللذان على السواحل المصرية، وإذا كانت الأساطيل ضرورية لصيانة استقلال القطر المصري الذي لا تستطيع الدول الأوربية تهديده إلا من طريق البحر فالإسكندرية المرفأ الوحيد الذي تستطيع هذه الأساطيل اتخاذه مكمنا يتعذر الهجوم عليها فيه، فقد كان من الواجب اغتنام هذه المزية الطبيعية، وهو ما لم يغفل عنه محمد علي؛ لأنه جعل الإسكندرية ثغرا حربيا، وأنشأ بها دارا للصناعة (ترسانة) فارتفع لها شأن بين مرافئ البحر الأبيض المتوسط.
أما الأهمية التجارية لكل نقطة من نقط سواحل مصر على البحر الأبيض المتوسط فتابعة لسهولة المواصلات بينها وبين القاهرة التي هي المركز التجاري والصناعي والسياسي لذلك القطر، وكانت الإسكندرية قديما تتصل بالجهات الداخلية من القطر بفرع النيل الذي كان واصلا إليها، فلما انسدت هذه الترعة بانهيار الأتربة فيها كان أول ما عني الفاتحون العرب به إيصالهم إياها بالقاهرة بترعة أجاد المؤرخون الشرقيون وصفها، ولكن هذه الترعة لم تلبث في أيام أن اندثرت كسابقتها وأصبحت لا فرق بينها وبين الخندق البسيط يجف الماء منها أثناء الشطر الأكبر من السنة، فنشأ عن ذلك أن فقدت الإسكندرية مكانتها التجارية التي آلت من بعدها إلى ثغر رشيد.
غير أن محمدا عليا أبى أن يستمر هذا الغبن فأعاد إلى الإسكندرية أهميتها الأولى بإنشائه ترعة تسير فيها السفن أسماها بالمحمودية نسبة إلى السلطان محمود؛ إجلالا له وتخليدا لاسمه، ومنذ هذا الحين انحصرت دائرة التجارة في الإسكندرية وجعل ناظر التجارة المصرية مقره فيها لهذا السبب ولكي يباشر أيضا مبيع الحاصلات الخاصة بالتصدير إلى التجار الأوربيين. أ.ه.
وجاء عنها أيضا في هذا الكتاب ج2 من ص702 إلى ص703:
كانت أهمية المواصلات بين الإسكندرية والقاهرة وصعوبة الملاحة في فرعي النيل لصعوبة اجتياز بوغازيهما مما حمل محمدا عليا على حفر ترعة المحمودية.
Неизвестная страница