История древнего залива Александрии и канала Махмудия
تاريخ خليج الإسكندرية القديم وترعة المحمودية
Жанры
والحاصل أنه في شهر فبراير بعد أن حاز ثقة مسيو بافي بأن يحيطه ببيانه عن تشييد مصنع ملح البارود الذي يقال إنه (بدون نار) والأصوب أن يقال عنه: إنه يصنع بواسطة التبخير. وهذا ما تم عمله على الأرض المخصصة لهذه المنشأة المقامة قرب البدرشين بمديرية الجيزة، وتمت الأشغال الرئيسية في يونيه الأمر الذي سوغ لمسيو بافي الشروع في صناعته، وكانت النتيجة أن أخذت هذه الصناعة تتقدم يوما بعد يوم وتفوز بالحصول على ملح البارود النقي.
وفي شهر سبتمبر سنة 1819م انتهت جميع أشغال مصنع ملح البارود المصطنع بالتبخير، وعند ذلك أرسل مسيو بافي بأمر محمد علي مسيو كوست إلى مصر القديمة؛ لينظم ويشرع في أشغال بناء معمل كبير للبارود يقام في ركن جزيرة الروضة الجنوبي الملاصق لمقياس النيل، وتم جميع ذلك بإدارته وتحت مباشرته طبقا لرسومه ومفصلاتها، وكان قد عين مفتشين ذكيين للقيام على الأشغال في أثناء غيابه أحدهما مصري للبناء، والثاني إغريقي للأشغال الأخرى، وتم كل ذلك سنة 1820م وارتاح الباشا كثيرا لأعمال البناء ومختلف عينات البارود التي كان ينتجها المصنع.
وفي غضون مباشرة هذه الأعمال كان محمد علي يفكر في حفر ترعة الإسكندرية وجعلها صالحة للملاحة، فاستدعى مسيو كوست وكلفه بصفته كبير المهندسين بهذه المهمة.
وهاك الآن ترجمة ما قاله مسيو كوست في كتابه الآنف الذكر في شأن حفر هذه الترعة:
فكر محمد علي باشا في أن ينشئ ترعة للملاحة تتمكن بواسطتها المراكب المشحونة بمختلف محصولات أقاليم مصر العليا والوسطى والسفلى من الوصول مباشرة للإسكندرية؛ لاجتناب المرور من بوغاز رشيد الواقع في مصب نهر النيل، وذلك لصعوبة وخطر المرور منه وكثرة ما يحدث من الغرق فيه. فجمع محمد علي كل مديري الوجه البحري السبعة؛ لينظموا الوسائل اللازمة لإنجاز هذا المشروع، فأجمعوا الرأي على أن يكلف شاكر أفندي المهندس التركي برسم وتتميم الأشغال اللازمة للترعة، وأن يجعل مدخلها في قرية العطف الواقعة تحت مدينة فوه وعرضها ثلاثون مترا ومتوسط عمقها 3,65 من الأمتار وامتدادها 80 ألفا وبضعة أمتار. وأن يورد كل مدير الرجال والمقاطف بنسبة تعداد أهالي مديريته موزعين كالآتي: الجيزة 30 ألفا، والبحيرة 50 ألفا، والقليوبية 30 ألفا، والمنوفية 120 ألفا، والشرقية 25 ألفا، والمنصورة 15 ألفا، والغربية 130 ألفا، فيكون المجموع 400 ألف رجل.
وكان المديرون مخيمين على رأس مديرياتهم كل منهم مع لفيف جماعته، وكان لكل قرية خيمة، أما غذاؤهم فكان البصل والفول والجزر وخبز الذرة، وكان على كل قرية امتداد معين من الترعة لتحفره، وذلك بنسبة سكانها، وعندما تنتهي مأموريتها تسرح أنفارها وترجع إلى بلدها.
ورسم المهندس التركي الترعة، وعوضا عن أن يرسم امتدادها مستقيما رسمها خطا معوجا غير مستوف للشروط بدون أن يعمل قبل كل شيء عملية قياس تسوية السطوح، (وذلك لجهله بعلم مقياس السطوح - جيئوديزي -
Géodésie ).
وشرع في العمل في سنة 1818م، وذلك بحفر 3,65 من الأمتار بموازاة سطح الأرض وعرض ثلاثين مترا، فنجم من هذه العملية ارتفاع قاع الترعة في مواضع وانخفاضه في أخرى، ولما وصل الحفر إلى محطة السد
4
Неизвестная страница