Исламская история: очень короткое введение
التاريخ الإسلامي: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
وكالمتوقع، أعيدت الانتصارات التاريخية على غزاة فلسطين إلى الذاكرة من قبل سياسيين سعوا إلى تقديم أنفسهم في صورة أبطال مسلمين ذائعي الصيت؛ فكل من الرئيس السوري حافظ الأسد (الذي حكم البلاد من عام حتى عام 2000) والرئيس العراقي صدام حسين (الذي حكم من عام 1979 حتى عام 2003) بنى تمثالين لصلاح الدين في عاصمتي بلديهما.
شكل 7-2: تمثال صلاح الدين (دمشق، سوريا).
2
علاوة على ذلك، شبه صدام نفسه علانية بكل من صلاح الدين ونبوخذ نصر (بختنصر)؛ إذ كان الأول من تكريت (شمال بغداد) واشتهر بطرده الصليبيين من الأرض المقدسة، والثاني كان حاكما للعراق (أو بلاد بابل) واشتهر بطرده اليهود من الأرض المقدسة في الأزمان القديمة. كان غرض صدام واضحا: فهو الحاكم الذي سيقدم المساعدة للمسلمين في فلسطين عن طريق هزيمة اليهود، ومن ثم إعادة الأرض إلى الحكم الإسلامي. وهكذا أصبح «اليهود» من جانبهم نظراء «الصليبيين» في الخطابات السياسية، والنقاشات العامة، وحتى كتب الأطفال المدرسية في أجزاء من العالم الإسلامي. ولذا، شبه الحصار الإسرائيلي لبيروت عام 1982 في وسائل الإعلام المحلية بحصار الصليبيين لعكا في الفترة 1189-1191؛ وفي هذا المثال (الذي ليس سوى مثال واحد من بين عدة أمثلة) لا يقتصر الأمر على أن المسلمين عقدوا مقارنة واضحة وسطحية بين الغزاة المعاصرين لفلسطين وغزاة العصور الوسطى، لكن ما حدث أن واقعة ملتبسة نسبيا من تاريخ العصور الوسطى قد استشهد بها عرضا واعتبرت جلية بوجه عام. والانشغال التام للغرب حاليا بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي (الذي يتجاهل في الأغلب صراعات أخرى أكثر عنفا أو تكلفة) هو اعتراف من الدرجة الأولى بأهمية القضية لدى المسلمين.
الحرب العراقية الإيرانية
استغل صدام حسين التاريخ الإسلامي سياسيا على أوسع نطاق أثناء الحرب العراقية الإيرانية؛ وهو ما حدا بآية الله الخميني والإيرانيين أن يردوا بدروس تاريخية متعلقة بهم. اعتبر كلا الجانبين التاريخ الإسلامي أداة دعائية قوية يمكن من خلالها حشد التأييد العسكري والشعبي لحملتيهما، داخل كل من إيران والعراق وداخل الأمة بوجه عام.
وكالمتوقع، ركز شيعة إيران على موقعة كربلاء، واستشهاد الحسين بن علي، وطغيان الخليفة الأموي يزيد الذي استعرضه في هذا السياق الرئيس العراقي. ومن المرجح أن تكون هذه الإشارات التاريخية قد ألهبت مباشرة حماس القوات الإيرانية التي «استشهدت» منها أعداد هائلة أثناء الحرب (إذ فاقت الخسائر في أرواح الإيرانيين مليون شخص ما بين قتيل ومصاب). أطلق اسم «عملية كربلاء» على ما لا يقل عن عشر عمليات عسكرية إيرانية، وإن كان جديرا بالذكر أيضا أن القضية الفلسطينية اعتبرت جديرة بالاستغلال هنا أيضا؛ فإحدى الهجمات الإيرانية على البصرة سميت «عملية خيبر»، بينما نادى أحد الشعارات الأولى للحرب الإيرانية بأن «الطريق إلى القدس يمر ببغداد».
حتى قبل الحرب، انعكست كراهية صدام لإيران وشعبها في بيانات عامة عن دور «الفرس» في مقتل الخلفاء الراشدين الثاني والثالث والرابع. وعشية الحرب العراقية الإيرانية وطوال فترة الحرب، كان يشار إلى الإيرانيين عادة باسم «الفرس»، وهي اللفظة المستخدمة في التاريخ الإسلامي للإشارة إلى الفارسيين الذين عاشوا قبل ظهور الإسلام والذين فتحت الأمة بلادهم في القرن السابع. وقعت المعركة المحورية في غزو إيران في القادسية عام 637؛ وهو ما جعل صدام يطلق على الصراع بأكمله اسم «قادسية صدام»، مؤكدا على انتصار العرب (العراق) على الفرس (إيران). كانت تلك الإشارة التاريخية من الأهمية بمكان، حتى إن القادة الإيرانيين ردوا على ذلك بأن الحرب العراقية الإيرانية كانت بالفعل قادسية أخرى تصور انتصار إسلامي (إيراني) على قوى كافرة (الحكومة العراقية العلمانية). مع ذلك، كان العراقيون وغيرهم من أهل السنة في المنطقة هم من دأبوا على التفاخر بالانتصار في القادسية، ومن ذلك تسمية جامعات في الأردن والعراق وأندية كرة قدم في الكويت والسعودية باسم الموقعة. كذلك كان التاريخ الإسلامي أيضا مصدر إلهام لفرق كرة القدم الإيرانية المعاصرة؛ فنادي «أبو مسلم» في مدينة «مشهد» سمي باسم المخطط الرئيسي للثورة العباسية (747-750).
المغزى هنا - كما في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي - أن المسلمين لا يستندون إلى اللحظات المهمة من التاريخ فحسب، بل إلى أسماء أشخاص ومدن ومعارك وأحداث أخرى وقعت منذ نحو 13 قرنا. وحقيقة أن الاستخدامات السياسية للتاريخ الإسلامي ربما تتضمن ما يتعدى كونه تعريضا خاطفا لحدث تاريخي من القرون الأولى والأراضي المركزية للإسلام، توضح ما للتاريخ الإسلامي من تأثير حتى في عامة الشعب الذين من بينهم كثر غير مثقفين بل وأميين. يحتل التاريخ بين الشعوب الإسلامية مكانا في مقاهي المجتمع وأزقته وبين النخبة أيضا .
القومية والتاريخ الإسلامي
Неизвестная страница