Исламская история: очень короткое введение
التاريخ الإسلامي: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
إذن ذلك هو ما حدث بوجه عام. وكما يتوقع من أي استعراض لفترة تساوي 1400 عام من التاريخ على نطاق ثلاث قارات، فقد تطرقنا إلى قدر كبير من الحكام، والمعارك، والتواريخ، والأسماء التي تبدو متشابهة. ولقد حاولت أن أوازن بين ذلك وبين بيان كيفية تطور الإسلام نفسه في كل فترة، وسوف أقتصر هنا على استنتاج واحد يرتبط بالتطورات السياسية والدينية المشار إليها أعلاه.
فور قيام إمبراطورية في أعقاب الفتوحات الإسلامية الأولى، لم يكن يحدث تداخل بين انتشار الإسلام بوصفه دينا من ناحية وبين القوة السياسية من ناحية أخرى؛ فالواقع أنه في حالات عديدة كان الإسلام يبلي بلاء حسنا حين كان أداء الحكام المسلمين سيئا للغاية. ولذا اعتنق الإسلام الكثيرون أثناء الحكم الاستعماري الأوروبي بخلاف أي فترة أخرى، وفي فترة ما بعد الاستعمار ازداد التوزيع الجغرافي للمسلمين زيادة هائلة؛ فبدون وجود البريطانيين في الهند والفرنسيين في شمال أفريقيا، لكان هناك قلة من الباكستانيين في بريطانيا وقلة من الجزائريين في فرنسا. ومع أن حركة الديوبندية قد بدأت كرد فعل تجاه الحكم البريطاني في الهند، فإن ذراعا تبشيريا للحركة يتحكم الآن فيما يقرب من نصف المساجد في المملكة المتحدة، ويقدر عدد أفرادها بأكثر من ثلاثة أرباع رجال الدين المسلمين المدربين داخليا، وتخطط لإقامة أكبر مسجد في أوروبا بجوار الموقع الذي أقيمت فيه دورة الألعاب الأوليمبية عام 2012 في لندن. ومن التبعات المثيرة للاهتمام لذلك أنه حتى لو نجحت محاولات إقامة خلافة إسلامية عالمية - على افتراض دوام الاتجاهات التاريخية - فلن يصاحبها بالضرورة انتشار للإسلام نفسه. والواقع أنه لو دامت الاتجاهات الديموغرافية والإحصائية، فإن ثلث البشر قد يكونون من المسلمين - حتى دون قيام خلافة - قبل مرور وقت طويل.
هوامش
الفصل الثاني
شعوب وثقافات
على نحو ما ذكرنا آنفا، يخضع جزء كبير من قصة التاريخ الإسلامي للعوامل نفسها التي تشكل تاريخ المجتمعات الأخرى ، وهي الحقائق الجغرافية وانتشار التكنولوجيا ؛ من الجمال إلى السيارات ومن البردي والبرشمان إلى الورق ثم الطباعة. الحج مثلا تطور من كونه طقسا دينيا يعتمد على القوافل إلى عمل تجاري تخدمه الطائرات. وعلى الرغم من أن التكنولوجيا الحديثة مكنت عددا غير مسبوق من المسلمين من الذهاب إلى مكة لأداء فريضة الحج، فإنها قللت أيضا من دور الحج كوسيلة لنشر الأفكار، والسلع، والأخبار، والإحساس بوجود أمة موحدة. قد يكون مشوقا أن نتعرف على كيفية تأثير التطورات «المحايدة» على التقاليد «الإسلامية» مثل الحج، لكن هذا في حد ذاته لا يشكل تاريخا «إسلاميا» على وجه الخصوص؛ إنه مجرد تاريخ عالمي عبر نماذج إسلامية. أما ما يقترن بالتاريخ الإسلامي بصورة خاصة فهو تلك الشعوب - العرب والفرس والأتراك - التي شكلته عن طريق توجيه الجغرافيا والتكنولوجيا (من بين عوامل أخرى) في اتجاهات محددة للغاية.
العرب
عام 2003، كتب روبرت كيلروي-سيلك - وهو سياسي وإعلامي بريطاني بارز - مقالا في مجلة «ذا صنداي إكسبريس» بعنوان «نحن لا ندين للعرب بأي شيء»، وفيه ذكر أن العرب ليسوا سوى «منفذي عمليات انتحارية، وباتري أطراف، وقامعي نساء». جاءت إدانة المقال ومؤلفه سريعة كالمتوقع، وقاد المجلس الإسلامي البريطاني الاحتجاجات. ليس غريبا على الإطلاق أن تسفر الأفكار البغيضة عن اعتراضات. ولكن الغريب في هذه الحالة أن يأتي الاعتراض على مقال عن «العرب» من مسلمين «غير عرب». وعلى الرغم من أنه معروف على نطاق واسع أن معظم المسلمين ليسوا عربا، فمن الواضح أن العرب لعبوا دورا محوريا للغاية في الحضارة والتاريخ الإسلاميين حتى إن مؤيدي الإسلام ومعارضيه على حد سواء يجمعون دائما بين «العرب» و«المسلمين».
على نحو مثير للاهتمام، تكشف المتابعة الدقيقة للتاريخ الإسلامي منذ بدايته الأولى أن الجمع بين العرب والمسلمين ليس أمرا غير عقلاني تماما. يمكن القول إن الإسلام بدأ دينا لأشخاص مصطفين وإنه استهدف العرب على وجه القصر. يذكر القرآن (سورة يوسف: الآية 2، وسورة الزخرف: الآية 3) أنه أنزل باللغة العربية
لعلكم تعقلون ، وهي عبارة تفترض أن من يخاطبهم يتحدثون اللغة العربية. علاوة على ذلك، كان اعتناق غير العرب للإسلام في عهد الخلفاء الأمويين يلقى تثبيطا عادة، وأولئك الذين اعتنقوا الإسلام أصبحوا «تابعين» للقبائل العربية. بعبارة أخرى، كي تكون مسلما لا بد أن تكون عربيا؛ أو على الأقل تكون عضوا فخريا. وطيلة قرون قال اليهود في الأراضي الإسلامية (عادة في بلاد فارس) إن محمدا كان حقا نبيا صادقا أرسله الله لنشر التوحيد، لكن بين العرب الوثنيين الذين احتاجوا إليه فحسب. (لم يعد اليهود الفرس يؤيدون هذا الرأي.) يأتي تأييد مثل هذه الفكرة من القرآن ذاته (سورة الأحقاف: الآية 12) الذي يقول:
Неизвестная страница