Глобальная экономическая история: очень короткое введение
التاريخ الاقتصادي العالمي: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن الآن هو: لماذا لا تستخدم دول بيرو وزيمبابوي ومالاوي والهند التكنولوجيا التي تستخدمها دول أوروبا الغربية، فتصبح دولا غنية هي الأخرى؟ والإجابة هي أن هذا لن يفيد هذه الدول. تحتاج التكنولوجيا الغربية في القرن الحادي والعشرين إلى رءوس أموال ضخمة للغاية لكل عامل، ومن ثم لن يكون من المجدي إحلال رءوس الأموال الهائلة محل العمالة إلا إذا كانت أجور العمالة مرتفعة مقارنة بتكلفة رأس المال، ويظهر هذا في جميع الأشكال الموضحة في استواء العلاقة بين قيمة الإنتاجية لكل عامل ورأس المال لكل عامل. بعبارة أخرى، عندما يرتفع رأس المال لكل عامل، يتطلب الأمر استثمار المزيد من رأس المال لكل عامل لزيادة قيمة الإنتاجية لكل عامل بمقدار 1000 دولار أمريكي، أكثر مما هو مطلوب عندما يكون رأس المال لكل عامل منخفضا. يجب أن تكون الأيدي العاملة باهظة التكلفة حتى يصبح من المجدي استثمار رءوس الأموال الهائلة. اتبعت الدول الغربية مسارا تنمويا أدت الأجور المرتفعة فيه إلى ابتكار التكنولوجيا الموفرة للأيدي العاملة، والتي أدى استخدامها إلى زيادة إنتاجية العمال ومعها الأجور. وتكرر الدورة نفسها. لكن الدول الفقيرة اليوم لم تلحق بركب الصعود، فتنخفض فيها الأجور وترتفع تكاليف رأس المال، ومن ثم لا تملك هذه الدول سوى التكيف مع استخدام التكنولوجيا العتيقة والأجور المنخفضة.
يقدم التاريخ الصناعي أمثلة على هذه المبادئ. في الفصل السابق، ناقشنا ابتكار النول الآلي والطريقة التي دخل بها حيز الاستخدام في الولايات المتحدة - وهي دولة ترتفع بها مستويات الأجور - ثم إلى بريطانيا بعد إدخال تعديلات عليه. لم يكن النول الآلي موفرا قط في الدول منخفضة الأجور؛ حيث ظل الناس يستخدمون النول اليدوي في النسج. وقد أصبح وضع هذه الدول أكثر صعوبة لاحقا في القرن التاسع عشر عندما صارت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الرائدة اقتصاديا، وصاحبة اقتصاد أعلى الأجور؛ إذ كانت التكنولوجيا الأمريكية تعكس هذا الوضع. في عقد التسعينيات من القرن التاسع عشر، ابتكر رجل إنجليزي مهاجر يدعى جيمس هنري نورثروب سلسلة من الاختراعات أدت في النهاية إلى ظهور النول الآلي بالكامل؛ أدى نول نورثروب إلى زيادة الإنتاجية بشكل هائل، لكنه تتطلب استثمارات ضخمة. كانت الأنوال الآلية مربحة في أمريكا نظرا لارتفاع الأجور بها، بينما كان استخدامها مكلفا للغاية في بريطانيا، على الرغم من أن بريطانيا كانت صاحبة اقتصاد مرتفع الأجور وفقا للمعايير العالمية. كان نول نورثروب أقل جدوى في الدول الفقيرة. أدت عملية التحول الفني - التي سعى فيها المخترعون في الاقتصادات الرائدة إلى توفير العمالة مرتفعة الأجر - إلى ظهور آلات زادت أكثر فأكثر من الميزة التنافسية للدول الغنية، دون حصول الدول الفقيرة في العالم على أي مميزات.
هوامش
الفصل الخامس
الإمبراطوريات العظمى
كانت هناك إمبراطوريات إلى الشرق من أوروبا؛ فقد فتح الأتراك العثمانيون القسطنطينية في عام 1453، وامتد ملكهم من البلقان إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبسط القيصر الروسي سلطانه من بولندا إلى فلاديفوستوك، كما دامت الإمبراطورية الفارسية - تحت حكم أسر ملكية مختلفة - لآلاف السنين. وقد حكم الأباطرة المغول معظم بلاد الهند في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ولم تزل اليابان يحكمها الإمبراطور منذ القرن الثالث الميلادي، كما أقيمت دول في مناطق من جنوب آسيا مثل كمبوديا وتايلاند في عصور مبكرة، وكانت الصين هي الإمبراطورية العظمى على الإطلاق ودامت لآلاف السنين.
كان الأوروبيون على دراية بثروات آسيا لآلاف السنين، وكان ذلك سببا في محاولتهم الإبحار إليها. وكانت رواية ماركو بولو عن رحلته إلى الصين في القرن الثالث عشر شهيرة، وقد أضاف كولومبس ملاحظاته على نسخته الخاصة من الرواية. كما رسم كتاب جان باتيست دوهالد «وصف الصين» (1736) - الذي كتبه بناء على بعض روايات بعثة تبشيرية لمنظمة اليسوعيين - صورة براقة للحضارة الصينية، وكان كتابا مقروءا على نطاق واسع، وخضع لمناقشات واسعة.
لكن لم يتقبل الجميع فكرة ازدهار الشرق، وكان على رأس المتشككين الاقتصاديون الكلاسيكيون؛ آدم سميث وروبرت مالتوس وكارل ماركس، فقد اتفقوا جميعا على أن أوروبا أكثر ثراء وتتمتع بإمكانات أفضل للنمو. وقد فسر كل منهم تخلف الصين المفترض وفق نظريته الخاصة المفضلة؛ فبالنسبة لسميث، كانت مشكلة الصين تكمن في حظر الدولة التجارة الخارجية، وعدم حماية الملكية الخاصة بصورة كافية. بالنسبة لمالتوس، كان انتشار الزواج هو السبب في الخصوبة العالية، وبالتالي انخفاض الدخل. أما بالنسبة لماركس، كان سبب تخلف الصين يرجع إلى هيكلها الاجتماعي السابق على الرأسمالية الذي فشل في دعم المبادرة الفردية.
لاقت هذه الآراء قبولا على نطاق واسع، لكنها خضعت للنقد في السنوات الأخيرة من قبل مدرسة كاليفورنيا للتاريخ الاقتصادي، وهو الاسم الذي يرجع إلى أن مناصريها هم أساتذة اقتصاد في عدد من جامعات ولاية كاليفورنيا. ووفقا لمنظور مدرسة كاليفورنيا، كان نظام الصين القانوني مشابها للنظام الأوروبي وكانت الملكية آمنة، وأبقى نظام العائلة الصيني على معدلات الخصوبة منخفضة، بحيث زاد تعداد السكان في الصين بمعدل لا يزيد عن المعدل في أوروبا، وكانت أسواق السلع والأراضي ورءوس الأموال متطورة مثل نظيراتها في أوروبا، ومن ثم فقد كانت مستويات الإنتاجية والمعيشة متشابهة على طرفي أوراسيا. ومن ثم، لا يكمن السبب في اندلاع الثورة الصناعية في أوروبا في الاختلافات المؤسساتية أو الثقافية، بل في توفر مصادر الفحم في القارة الأوروبية والمكاسب التي حققتها دول القارة من العولمة.
حظيت عملية إعادة التفسير هذه بنقاشات واسعة فيما يتعلق بالإمبراطورية الصينية والإمبراطوريات الأخرى، وكانت أكثر الجوانب إثارة للريبة هي الإشارة إلى أن الدخول في الأجزاء المتطورة من الصين، مثل منطقة دلتا نهر يانجتسي، كانت مرتفعة مثلما كان الحال في إنجلترا وهولندا (الشكل
Неизвестная страница