Глобальная экономическая история: очень короткое введение
التاريخ الاقتصادي العالمي: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
لا تزال أهمية المؤسسات السياسية والقانونية محل نقاش محتدم؛ ويرى الكثير من خبراء الاقتصاد أن النجاح الاقتصادي إنما ينشأ عن تأمين حقوق الملكية، وخفض الضرائب، وتقليص التدخل الحكومي. يعتبر استبداد الحكومات أمرا سيئا للنمو؛ حيث يؤدي إلى زيادة الضرائب واللوائح والفساد ونزعة الجباية، وهي جميعا عوامل تقلص من حوافز الإنتاج. تطبق هذه الرؤى تاريخيا من خلال القول بأن الملكيات الاستبدادية - مثلما كان الحال في إسبانيا وفرنسا، أو في الإمبراطوريات مثل الصين أو روما أو الأزتك - ضيقت الخناق على النشاط الاقتصادي عن طريق منع التجارة الدولية، أو تهديد الملكية الخاصة، بل وتهديد الحياة نفسها. تردد هذه الآراء بالطبع آراء آدم سميث وغيره من ليبراليي القرن الثامن عشر بأن التنمية الاقتصادية الناجحة تعزى إلى استبدال الحكومات المنتخبة بالحكم المطلق. وقد ثارت هولندا على الحكم الإسباني في عام 1568، ثم أعادت تنظيم نفسها كجمهورية، وبعدئذ شهدت هولندا نموا سريعا. عانى الاقتصاد الإنجليزي أوائل القرن السابع عشر تحت حكمي الملكين جيمس الأول وتشارلز الأول اللذين فرضا ضرائب مشكوكا في شرعيتها، مثلما فرضوا ضرائب على القروض الإلزامية. وقد فشلت محاولات تشارلز الأول في الحكم بدون برلمان، فاندلعت الحرب الأهلية، وفي عام 1649 أدين الملك بتهمة الخيانة وأعدم. وبعد عصر إعادة الملكية في المملكة المتحدة، استمرت النزاعات بين الملك والبرلمان وانتهت باندلاع الثورة المجيدة في عام 1688، عندما فر الملك جيمس الثاني هاربا من البلاد، فيما منح البرلمان التاج إلى ويليام وماري. وفي ظل تمتع البرلمان بالسلطة العليا، كبح جماح الحكم المطلق وازدهر الاقتصاد؛ هكذا يرى خبراء الاقتصاد تاريخ الاقتصاد.
ومن ناحية أخرى، بينما كان خبراء الاقتصاد يحتفلون بتفوق المؤسسات الإنجليزية، كان المؤرخون يبحثون في كيفية نجاح الملكيات المطلقة والديكتاتوريات الشرقية، وكانت نتيجة البحث المعتادة تتمثل في أن هذه الملكيات والديكتاتوريات قد دعمت السلام والنظام والحكم الرشيد؛ وازدهرت التجارة نتيجة ذلك، وزاد التخصص الإقليمي في إنتاج سلع محددة، وتوسعت المدن. ومع زيادة تخصص الأقاليم، ارتفع الدخل القومي فيما صار يطلق عليه «النمو وفقا لنموذج آدم سميث»، وصار التهديد الأكبر للازدهار هو الغزو من قبل الجماعات البربرية الذين تجذبهم ثروة الحضارة القائمة - وليس مصادرة الأملاك أو التدخل من قبل الملك.
العولمة الأولى
في حين تكمن المؤسسات والثقافة والجغرافيا في الخلفية دوما، يتكشف أن التحولات التكنولوجية والعولمة والسياسة الاقتصادية تمثل الأسباب المباشرة في حدوث تنمية غير متساوية. بالإضافة إلى ذلك، كانت الثورة الصناعية نفسها نتيجة المرحلة الأولى من العولمة التي بدأت في نهاية القرن الخامس عشر مع رحلات كولومبس وماجلان وغيرهما من المستكشفين العظام، ومن ثم فإن الفجوة الكبرى بدأت مع العولمة الأولى.
تطلبت العولمة سفنا تبحر في أعالي البحار، ولم يتوفر ذلك لدى الأوروبيين حتى القرن الخامس عشر، وكانت تلك السفن المبتكرة حديثا ذات ثلاث صوار؛ كانت الصاريتان الأمامية والوسطية مشرعتين في صورة مربعات، فيما كانت الصارية الخلفية مشرعة في صورة مثلث. ساعد وجود هياكل السفن الأقوى واستخدام دفة القيادة بدلا من المجاديف على ظهور سفن قادرة على الإبحار حول العالم.
في البداية، ظهر الأثر التجاري للسفن ذات الصواري الثلاث في أوروبا. في القرن الخامس عشر، بدأ الهولنديون في شحن الحبوب البولندية من جدانسك إلى هولندا، وبحلول القرن السادس عشر، كانت عمليات الشحن تجري إلى إسبانيا والبرتغال ودول البحر الأبيض المتوسط، وسرعان ما تبعها شحن المنسوجات. كانت المدن الإيطالية تسيطر على صناعة القماش في العصور الوسطى، غير أن المنتجين الإنجليز والهولنديين نجحوا في صناعة ملابس صوفية خفيفة الوزن محاولين تقليد صناعة الأقمشة الإيطالية. وبحلول أوائل القرن السابع عشر، أغرقت دول حوض البحر المتوسط بهذه «الأقمشة الجديدة»، واستطاع الإنجليز والهولنديون التفوق على الإيطاليين في هذه الصناعة. كان هذا تغييرا مشهودا ومثل بداية انتقال مركز التصنيع في أوروبا إلى شمال غرب أوروبا.
ولكن كان الأثر الأكبر للسفن ثلاثية الصواري هو الرحلات الاستكشافية؛ فكانت شبكات من التجار الهنود والعرب والفينيسيين تشحن الفلفل والبهارات من آسيا عبر منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا، في الوقت الذي كان البرتغاليون يأملون في التفوق على هؤلاء التجار في نقل البضائع من خلال اكتشاف طريق مائي بالكامل. في القرن الخامس عشر، أبحر البرتغاليون جنوبا على طول الساحل الأفريقي بحثا عن طريق بحري إلى الشرق.
وفي عام 1498، وصل فاسكو دا جاما إلى كوتشن في الهند وملأ سفينته بالفلفل، وكان سعر الفلفل في كوتشن حوالي 4٪ من سعر الفلفل في أوروبا (الشكل
2-1 )، في حين كانت نسبة 96٪ الفرق بين السعرين هي تكاليف النقل. بحلول عام 1760، تقلصت الفجوة بين الأسعار الهندية والإنجليزية في الشكل
2-1
Неизвестная страница