وكان بايزيد قد قسم ولايات السلطنة بين أولاده، فأعطى كلا منهم ولاية، وأخطأ في هذا التدبير لأنهم بدءوا يقتتلون بعضهم مع بعض في حياة أبيهم بل ثار به ابنه سليم واستولى على بعض المدن، فقام أخوه قورقود واستولى على مدن أخرى، وكان الانكشارية يميلون إلى سليم فطلبوا من السلطان أن يعتزل الملك وأن يولي السلطان سليما فلم يجد بدا من إجابتهم، ومات بعد ذلك بقليل. ويقال إنه كان حليما محبا للعلم والعلماء، وللشعر والأدب، وإنه لم يكن يحب الحرب بفطرته، وإنما كان يساق إليها بالضرورة. وقام بإصلاحات كثيرة، وفي زمانه وجدت العلاقات الرسمية بين الدولة العثمانية والدول المسيحية، وفي زمانه نبغ من العلماء المولى محيي الدين محمد بن إبراهيم البلكساري، وكان مدرسا في قسطمونى، ثم جاء إلى القسطنطينية، وكان السلطان يحضر درسه في جامع آيا صوفيا، وكان بارعا في علم التفسير وصنف تفسيرا لسورة الدخان وأهداه للسلطان بايزيد.
ومنهم يوسف بن جنيد الطوقاتى، أخذ عن المولى خسرو، وتولى التدريس في بورسة ثم في القسطنطينية.
ومنهم المولى قاسم بن يعقوب الأماسى المشهور ب«الخطيب» كان مدرسا ببلدة أماسية واتصل بالسلطان بايزيد يوم كان أميرا على تلك البلدة، فلما تولى السلطنة جعله معلما لابنه الأمير أحمد.
ومنهم سنان الدين يوسف، اتصل بخدمة المولى على القوشجى وقضى حياته في التدريس والإفادة.
ومنهم سنان الشاعر، أخذ العلم عن المولى خسرو
ومنهم المولى شجاع الدين إلياس. وكان من المدرسين المعروفين.
ومنهم شجاع الدين إلياس الشهير ب«أوصلو شجاع».
ومنهم المولى علاء الدين اليكاني، وكان مفتيا بمدينة بورسة.
ومنهم لطف الله الطوقاتي، أخذ عن المولى على القوشجي، وكان بارعا في العلوم الرياضية، وصار أمينا على خزانة الكتب عند السلطان الفاتح، وكان عالما علامة، إلا أنه كان يطيل لسانه على أقرانه، وأحيانا يطعن على السلف فأبغضه العلماء ونسبوه إلى الزندقة، وحكم المولى خطيب زاده بإباحة دمه فقتل! وجاء في تاريخه (ولقد مت شهيدا) وقيل إنه لما قتل خرجت روحه وهو يكرر كلمتي الشهادة، وجاء في «الشقائق النعمانية»: أنه كان يقرئ صحيح البخاري فتنزل دموعه على الكتاب. وحكى يوما وهو يبكي أن عليا بن أبي طالب رضى الله عنه ضرب في بعض الغزوات بسهم فثبت نصل السهم في بدنه فلم يقدروا على إخراجه، فلما قام للصلاة أخرجوه من بدنه ولم يحس بذلك. قال المولى لطفى: هذه حقيقة الصلاة، وأما صلاتنا نحن فهي قيام وانحناء لا فائدة فيها، فجاء الوشاة ونقلوا عنه أنه قال: الصلاة قيام وانحناء لا عبرة بها، وشهدوا عليه بذلك، وأما المولى أفضل الدين فتوقف عن إباحة دمه وكذلك المولى محيي الدين القوجوى قال: أشهد بأن المولى لطفى بريء من الإلحاد والزندقة.
ومنهم المولى قاسم الكرمياني، وكان علامة في عصره وكثر عنده الطلبة، وكان مجلسه كثير الفوائد.
Неизвестная страница