История арабских завоеваний во Франции, Швейцарии, Италии и странах Средиземноморья
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Жанры
فبناء على هذا كله تحمس هشام وأعلن الجهاد، وأمر الناس كافة بأن ينفروا قاصدين جبال البيرانه، فمن لم يقدر على الجهاد بنفسه وجب أن يجاهد بماله، وقرئ منشور الأمير في الجوامع، وفيه الآي القرآنية التي تحض على الجهاد
26
فلما تلى هذا المنشور نفر الناس للجهاد من كل فج، وانثالوا على الأمير من كل حدب، ولكن برغم هذا كله لم يكن المجاهدون بالأعداد التي كانت تجتمع في الغزوات الأولى لأول الفتح عندما كان المجاهدون كحصي الدهناء، ينفرون للجهاد في سبيل الله من إفريقية والشام وجزيرة العرب وغيرها، فإن هذه البلدان كلها كانت في أيام هشام موصدة الأبواب على من أراد الجهاد في الأندلس، فأصبح الغزو في الأندلس منحصرا في أهلها، ولذلك لم يجتمع في هذا النفير سنة 792 غير مائة ألف مقاتل، انقسمت إلى شطرين: زحف منها شطر إلى قتال مسيحيي أشتوريش، فلم يظفروا بطائل يذكر، وزحف الشطر الآخر تحت قيادة الوزير عبد الملك
27
إلى كتالونيا، ومنها تأهب لاجتياح فرنسة.
وكان دخولهم إلى فرنسة سنة 793 وشارلمان يومئذ مشغول على ضفاف الدانوب بحرب الآفاريين، ونخبة جنود مملكة أكيتانيا غائبة في إيطالية بصحبة لويس بن شارلمان، فنهد المسلمون من فورهم إلى أربونة، ولما وجدوها محصنة بادروا بإحراق أرباضها، وزحفوا إلى قرقشونة
28
وكان لويس ملك أكيتانيا قد عهد بالوكالة في غيابه إلى غليوم كونت طلوزة، فاستنفر غليوم أمراء المملكة ورجالاتها، وأقبل المسيحيون تحت السلاح من كل جانب، وتلاقوا مع المسلمين على ضفاف نهر «أوربيو»
29
في المكان المسمى «فيلدانيا»
Неизвестная страница