История арабских завоеваний во Франции, Швейцарии, Италии и странах Средиземноморья
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Жанры
وكان أول نزول العرب في سواحل فرنسة، هو في جزيرة «ليرين»
230
بقرب عين الطيب.
231
وقد اختلف المؤرخون في التاريخ الذي يقال: إن العرب غزوا فيه هذه الجزيرة. فقالوا: إن ذلك وقع سنة 728. وقالوا: بل سنة 739 وكان في هذه الجزيرة دير شهير تخرج منه آباء للكنيسة وأساقفة مشهورون، ويوم كبسه العرب كان فيه خمسمائة راهب آتين من فرنسة وإيطالية وسائر بلاد أوربة، وكان رئيس هذا الدير القديس «پورسير»
232
فلما قرب المسلمون من الدير جمع القديس الرهبان بأجمعهم وقال لهم: إنه يجب عليهم أن ينتظروا الموت، وإنما أرسل إلى البر الأحداث الذين كانوا يتعلمون في الدير، فلما نزل المسلمون في الجزيرة فتشوا عن غنائم يأخذونها فلم يجدوا شيئا ذا بال، فعرضوا على الرهبان الإسلام، فلم يقبل أحد أن يترك دينه فذبحوهم جميعا.
ومات شارل مارتل سنة 741 وخلفه ابنه بيين القصير، واشتغل في توطيد ملكه في شمالي فرنسة وجنوبيها، بحيث كان يمكن العرب أن يغتنموا هذه الفرصة ويحددوا غاراتهم على جنوبي فرنسة ويبلغوا منهم مرادهم ، ولكن وقع الشقاق بين العرب أنفسهم فعاقهم عن كل عمل من هذا القبيل، فإن العرب لم يكونوا في هذه الغزوات وحدهم بل كان معهم البربر، وكان القبيلان في نزاع دائم، كما أنه كان العرب أنفسهم منقسمين إلى يمانيين وهم أبناء قحطان، وإلى عدنانيين وهم أبناء إسماعيل بن إبراهيم. وكانت الحروب دائمة بين هذين الشعبين، لشدة ما عند العرب من العصبية، فبعد أن وقعت في بلاد العرب امتدت إلى مصر والشام ثم الأندلس وفرنسة.
وفي ذلك الوقت أعفى العرب الأقوام الذين خضعوا لهم وساروا معهم من الجزية التي كانوا ضربوها عليهم، ومنهم البربر، فاعتاد هؤلاء أن لا يؤدوا شيئا، إلا أنه في سنة 737 عاد أمير إفريقية فتقاضى البربر الجزية فعصوا عليه، وكانوا أقواما أشداء نشأوا على صهوات الخيول، فلم يقدر الأمير على تدويخهم، واضطر عقبة أمير الأندلس أن يجيز إلى بر العدوة، أي: إلى إفريقية، لإدخال البربر في الطاعة. وهكذا تمكن شارل مارتل، في غياب عقبة في إفريقية لإدخال البربر في الطاعة، أن يخضد شوكة العرب في جنوبي فرنسة.
233
Неизвестная страница