История арабских завоеваний во Франции, Швейцарии, Италии и странах Средиземноморья
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Жанры
وقد استشهد رينو هنا بكلام المقري فوجب أن ننقل قول المقري في هذا الصدد جاء في الصفحة 129 من الجزء الأول من نفح الطيب ما يأتي ببعض اختصار: كانت نفس موسى بن نصير تنزعج إلى جليقية (وهي ما يسميه الإفرنج
Galicie
غاليسيا وقاعدتها مدينة كان العرب يسمونها شانت ياقو
Santiago
ويقول لها الإفرنج
Saint-Jacques De Compostelle ) فبينما هو يعمل في ذلك ويعد له إذ أتاه مغيث الرومي رسول الوليد بن عبد الملك يأمره بالخروج عن الأندلس والإضراب عن الوغول فيها، فساءه ذلك وقطع به عن إرادته؛ إذ لم يكن في الأندلس بلد لم تدخله العرب إلى وقت ذلك غير جليقية، فكان شديد الحرص على اقتحامها، فلاطف موسى مغيثا رسول الخليفة وسأله أنظاره إلى أن ينفذ عزمه في الدخول إليها ويكون شريكه في الأجر والغنيمة، ففعل ومشى معه حتى بلغ المفازة فافتتح حصن بارو وحصن لك (هو في الإفرنجية
Luque ) فأقام هناك وبث السرايا حتى بلوغ صخرة بلاي على البحر الأخضر، وطاعت الأعاجم فلاذوا بالسلم وبذل الجزية، وسكنت العرب المفاوز، وكان العرب والبربر كلما مر قوم منهم بموضع استحسنوه حطوا به ونزلوه قاطنين، فاتسع نطاق الإسلام بأرض الأندلس، وبينما موسى كذلك في اشتداد الظهور وقوة الأمل إذ قدم عليه رسول آخر من الخليفة يكنى: أبا نصر أردف به الوليد مغيثا لما استبطأ موسى في القفول، وكتب إليه يوبخه وألزم رسوله إزعاجه، فانقلع حينئذ من مدينة «لك» بجليقية وخرج على الفج المعروف بفج موسى، ووافاه طارق في الطريق منصرفا من الثغر الأعلى، فأقفله مع نفسه ومضيا جميعا، وقف معهما الرسولان مغيث وأبو نصر حتى احتلوا أشبيلية، فاستخلف موسى ابنه عبد العزيز على إمارة الأندلس وأقره بمدينة أشبيلية لاتصالها بالبحر، وركب موسى البحر إلى المشرق بذي الحجة سنة خمس وتسعين وطارق معه، وكان مقام طارق قبل دخول موسى سنة، وبعد دخوله سنتين وأربعة أشهر، وحمل موسى الغنائم والسبي وهو ثلاثون ألف رأس والمائدة (سيأتي ذكر ذلك كله في محله من الجزء الآتي) منوها بها ومعها من الجواهر ما لا يقدر قدره، وهو مع ذلك متلهف على الجهاد الذي فاته آسف على ما لحقه من الإزعاج، وكان يؤمل بأن يخترق ما بقي عليه من بلاد إفرنجة ويقتحم الأرض الكبيرة حتى يتصل بالناس في الشام، متخذا مخترقه بتلك الأرض طريقا مهيعا يسلكه أهل الأندلس في مسيرهم ومجيئهم من المشرق وإليه على البر لا يركبون بحرا، وقيل: إنه أوغل في أرض الفرنجة حتى انتهى إلى مفازة كبيرة وأرض سهلة ذات آثار فأصاب فيها صنما عظيما قائما كالسارية مكتوبا فيه بالنقر كتابة عربية قرئت فإذا هي: «يا بني إسماعيل انتهيتم فارجعوا» فهاله ذلك، وقال: ما كتب هذا إلا لمعنى كبير، فشاور أصحابه في الإعراض عنه وجوازه إلى ما وراءه فاختلفوا عليه، فأخذ برأي جمهورهم وانصرف بالناس وقد أشرفوا على قطع البلاد وتقصي الغاية أ.ه.
وجاء في نفح الطيب بعد ذلك بصفحتين ما يأتي: وذكر بعض المؤرخين أنهم وجدوا في الحجر بعدما تقدم من الكتابة التي هي: ارجعوا يا بني إسماعيل ... إلخ ما معناه: (وإن سألتم لم ترجعون فاعلموا أنكم ترجعون ليضرب بعضكم رقاب بعض).
19
أ.ه.
Неизвестная страница