История арабских завоеваний во Франции, Швейцарии, Италии и странах Средиземноморья
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Жанры
وأول أمير شرع في إعداد الوسائل والمعدات لتنفيذ تلك الوصية الأمير حسان بن النعمان، شيخ وزراء الدولة الأموية، بعد أن دان له شمالي إفريقية بالطاعة فقد أنشأ بفناء قرطاجنة دار الصناعة لبناء السفن والأساطيل وصنع الأسلحة، وجلب لها الصناع من قبط مصر، وسار على منهاجه في ذلك مولاه طارق بن زياد بعد أن ولي المغرب، فجاز بجيوشه أرض العدوة، وناجز الأندلسيين سنة 92 ثم تلاهما في ذلك إسماعيل بن أبي المهاجر الذي تقلد إمارة شمالي إفريقية في عهد عمر بن عبد العزيز فأغزى أساطيله جنوبي أوربة سنة 105 وكانت قيادتها لعبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، ولم يعد إلا بعد أن أثخن في إيطالية، وهذه الغزوة تعتبر كبشير لإنقاذ الإيطاليين من حكم البيزنطيين الطغاة.
وفي ولاية عبيد الله بن الحبحاب لإفريقية جهز أسطولا كبيرا جعل إمارته لقائد جيوشه الموفق حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة الفهري، فغزاها سنة 123 ونكل فيها بالبيزنطيين أشد تنكيل، ولو لم تحصل ثورة البربر ضد الحكم العربي بسبب تخميس أعشارهم لتملك شطوط إيطاليا وطهرها من حكم البيزنطيين كما فعل ذلك من قبل حسان بن النعمان في شمالي إفريقية.
وفي سنة 207، بعد استقرار الدولة الأغلبية جهز زيادة الله الأكبر أسطولا بإمارة قائده محمد بن عبد الله التميمي لمنازلة سردينية، ثم أعاد عليها الكرة سنة 212، وكانت إمارة الأسطول والجيوش في هذه المرة لقاضي القضاة الإمام أسد بن الفرات، فملك مازرة وحاصر سركوسة، وحول أسوارها أدركت الإمام الشهادة رضي الله عنه سنة 213 فتولى القيادة العامة صاحب أسطول الأندلس القائد أصبغ المعروف بفرغلوسن، وبعد أن استقرت الأمور في البلاد المفتوحة قلد زيادة الله إمارة إيطالية لابن أخيه إبراهىم بن عبد الله بن الأغلب، وما زال مواليا للجهاد حتى فتح بليرم ونابولي.
وفي ولاية أي عقال الأغلب بن إبراهيم استؤنفت حرب التحرير في إيطالية سنة 224 وتم فتح صقلية.
وفي ولاية الأمير محمد الأول تقدمت الفتوحات في شطوط إيطالية واستمرت من سنة 233 إلى سنة 240 ففتحت باتية وقطانية وبشيرة.
وفي ولاية الأمير أبي إبراهيم أحمد بن محمد بن الأغلب ندب والي صقلية العباس بن الفضل لغزو قصر الحديد ومدينة شلقودة وجهز الأسطول وأمر عليه أخاه وسيره لفتح جزيرة أقريطش فكان له واقعة مهولة في البحر الرومي مع أسطول بيزنطية.
وفي عهد أبي الغرانيق محمد الثاني بن أحمد بن محمد بن الأغلب قلد خفاجة الولاية على إيطالية وأخرجه سنة 251 لفتح جنوة ففتحها وتقدم إلى جبال الألب واستمر فاتحا إلى نهاية سنة 252 وفي سنة 253 سيرت بيزنطية أسطولا ضخما، لمحاربة المسلمين في شطوط أوربة الجنوبية ومنع جحافلهم من التقدم في فرنسة، فواقعهم خفاجة على شواطئ جنوة وسركوسة وألحق بهم خسارة عظيمة.
وفي سنة 255 غزا الأسطول الأغلبي جزيرة مالطة واستولى عليها وألحقها بشمالي إفريقية.
وفي عهد إبراهيم بن أحمد بن محمد بن الأغلب قلد الحسن بن رباح ولاية جنوبي أوربة ونهده إلى الغزو فيما يليها؛ فتقدم إلى مرسيلية وفتح البروفنص فاستنجدت فرنسة بالدولة البيزنطية فسيرت لها أسطولا مؤلفا من 140 مركبا، فتلقاه الأسطول الإفريقي في عرض البحر الرومي فدارت بينهما معركة مهولة كان الفوز فيها للبيزنطيين بعد أن تحطمت شوانيهم والتجأت بقايا الأسطول الإفريقي إلى بليرم، لكن الجيوش الإسلامية كانت تتوغل في فرنسة واستمرت على ذلك من سنة 266 إلى سنة 272 فملكت بعض شواطئ الرون واحتلت كولونيا، غير أن عين البيزنطيين لم تنم عن هذه الفواجع، فأعادوا كرة حملتهم البحرية وحاولوا في هذه المرة قطع خطوط الاتصال بين جنوبي أوربة وشمالي إفريقية، فاحتل أسطولهم مدينة سبرية فقاومهم المسلمون مقاومة عنيفة منعتهم من التقدم.
وفي سنة 275 جهزت إفريقية أسطولا عظيما لتعقب أسطول البيزنطيين وشل حركتهم عن التقدم في الشطوط، ولم يلبث أن اشتبك العدو وضربه الضربة الحاسمة ومكن سيادة المسلمين في إيطاليا وجانب من فرنسة.
Неизвестная страница