История арабских завоеваний во Франции, Швейцарии, Италии и странах Средиземноморья
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Жанры
ثم إن العصابة العربية دخلت مع القديس في قضية فدائه وفداء بقية الأسرى، لا سيما بعد أن رأوا منه ما استوجب حرمتهم له، وقد سألوه أهو من ذوي اليسار، أم معدم؟ فأجابهم بأنه لا يملك شيئا ولكن للدير أصحاب يقدرون أن يفكوا الأسرى بأموالهم، فأرسل مايولوس بالاتفاق مع العرب راهبا كان معه، وأصحبه بكتاب إلى دير «كلوني» يقول فيه: «إلى السادة والإخوان في دير كلوني، من مايولوس المسكين المقيد بالحديد، إنني محاط بالهلاك من كل ناحية فأسرعوا بإنقاذي وإنقاذ رفاقي وبإرسال المال اللازم للفداء» فلما قرئ هذا الكتاب في مجتمع الرهبان، وكانوا يحبونه جميعا ويحترمونه احتراما زائدا، بلغ منهم الحزن مبلغه وسارعوا إلى جمع المال لساعتهم، ولم يضنوا بشيء ولا ادخروا منفسا حتى أنهم بذلوا الأشياء الضرورية فضلا عن الكمالية وعن الذخائر والأعلاق التي كانت عندهم، وفي اليوم المعين كان أحد الرهبان المبجلين في قرية «أورزيير» ومعه جميع المال المطلوب، فتخلص مايولوس هو ومن معه، وتمتعوا بفرح الاحتفال بعيد صعود مريم إلى السماء كما كان رأي القديس في المنام.
ومما يهم الاطلاع عليه هو أن العرب تقاضوا في فداء القديس مايوليوس ألف دينار فضة، ولم يتقاضوا على الآخرين إلا دينارا واحدا عن كل رقبة.
ثم إنه من هذه الحالة تتجلى القوة التي تمكن بها العرب في ذلك الوقت من الاستيلاء على جميع معابر الألب، ومن الغريب أنهم لم يكونوا يتقاضون مكوسا على البضائع التي تحمل على هذه الطرق كما كانوا يتقاضونها في الأزمنة الأولى، ولم يطلبوا في البداية شيئا منها من مايولوس نفسه، وذلك حتى يطمعوه في التقدم فيقطع أعالي الجبال ويصير في الجهة الأخرى، فحينئذ ينقضون عليه ويسلبونه على حين يتعذر عليه الفرار. وهكذا حصل.
وكان الملك هوغو قد اشترط عليهم أن لا يتعرضوا للحجاج ولا يأخذوا منهم شيئا، فرعوا ذلك العهد إلا أنه لما مات هوغو رأوا أنهم أصبحوا غير مقيدين بعهد.
وقد قال «رينو»: إن حادثة مايولوس كان لها صدى عظيم في كل الأقطار، وارتفع الصراخ من كل الجهات لأخذ الثأثر، وفي ذلك الوقت كان في جوار سيسترون “Sisteron”
رجل نبيل يقال له: «بونو» أو «بوفو» (
Bobo
أو
Beuoo ) مشهور بالحمية والنجدة، عظيم الهم في تحرير وطنه، فاستنهض الناس المعروفين بالحمية على دينهم ووطنهم، وقرروا بناء قلعة مناوحة لحصن العرب، ليتمكنوا من استئصالهم، فبوبو هذا الذي أصبح فيما بعد معدودا من القديسين هو الذي بدأ بتخليص نواحي سيسترون من العرب وأخرجهم من جميع بلاد «دوفينه»
Dauphiné
Неизвестная страница