История арабских завоеваний во Франции, Швейцарии, Италии и странах Средиземноморья
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Жанры
. فنزلوا إلى البر هناك، على عادة لصوص البحر، وكان نزولهم في جوف الليل فتسللوا إلى قرية «تروبز» وفتكوا بأهلها المسيحيين، وملكوا الناحية، ثم اتخذوا معقلا الجبل المسمى موروس
Maurus
ليكونوا في حرز حريز من عادية الأمم المجاورة، وكان ذلك الجبل مغطى بالأشجار الشائكة التي كانوا يحتمون بأشواكها وألفافها، ولم يجعلوا فيها سوى شعب واحد لأنفسهم يمرون فيه، وهذا المكان يسمى فراكسينيتوم
Fraxinétum
1
يحده البحر من جهة ومن جهة أخرى غابة مؤتشبة مشتبكة الأغصان، من نشب فيها نفذت فيه أشواك أحد من الحراب فلا يقدر أن يتقدم ولا أن يعود، فأمنوا في هذا المكان المنيع وصار لهم سربا وصاروا يجولون في الجهات المجاورة بدون وجل، واثقين بمكمنهم هذا، ثم أنفذوا رسولا إلى إسبانية لأجل أن يندب الناس من قومهم، ليلتحقوا بهم، فمدح الرسول المكان وأطمع الناس فيه، وقال: إن أهالي تلك البلاد لا يخشى بأسهم وليسوا بجمرة قوية فلم يلبث إلا قليلا حتى رجع ومعه مائة رجل من العرب، جاءوا ليتحققوا ما ذكره لهم الرسول عن هذا الموقع وطيب نجعته.
وقد أسعف غارة العرب هذه ما كان بين أهل بلاد بروفانس، من الشقاق البعيد، وقيام بعضهم ضد بعض، فكان بعضهم لأجل أن يستأصل البعض الآخر يستنجد هؤلاء العرب العفارية المكارين، فكان من اختلاف أهالي تلك البلاد، ومن توالي النجدات إلى العرب من إسبانية، أن أصبح هؤلاء آمنين في سربهم، وشرعوا يجولون ويسلبون ويقتلون كيفما شاءوا، وكيفما لاح لهم الصيد، واجتاحوا تلك البلاد الخصيبة اجتياحا تاما وأصابوا فيها مغانم كثيرة.
هذه هي الرواية الحرفية لمؤرخ معاصر
2
عن نزول المسلمين في سواحل بروفانس وعن طبيعة جبل «فراكسيناتوم» وكيفية تحصينهم له، بحيث بقي مدة سنين طوال مركزا لقوتهم في هذا الجانب من أوربة وصيصية يمتنعون بها ويبعثون منها شراذم كثيرة أو قليلة إلى الجنوب، وإلى الشرق من جبال الألب البحرية، وما عتموا أن صارت لهم شوكة يتحدث الناس بها، برعب الناس منهم، وباعتمادهم هم على أنفسهم، وكانت لهم غزوات بعيدة المغار، لأجل الغنائم، فإذا لم يجدوا أمامهم من يقرع النبع بالنبع نهبوا تلك الأديار الغنية والمدن المحصنة والمعاقل التي كان يسكنها أشراف البلاد، وتركوها قاعا صفصفا كأن لم تغن بالأمس.
Неизвестная страница