История арабских завоеваний во Франции, Швейцарии, Италии и странах Средиземноморья
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Жанры
نعم إن العرب كانوا يجدون من أهالي البلاد ردءا لهم، وقد رأينا في تاريخ دير نوفاليس كيف أن المسلمين قاتلوا الأهالي بقرب فرسل
Verceil
وتغلبوا عليهم وساقوا عددا منهم أسرى ثم دخلوا المدينة وعرضوا الأسرى للبيع، كما تعرض السلع، وصار كل من أراد يدفع في الأسير ثمنا إلى آخر القصة.
أما من جهة اليهود وسياستهم في جنوبي فرنسة، لذلك العهد، فقد قرأنا في سيرة القديس تيودار
Theodard
رئيس أساقفة أربونة أنه لما دخل المسلمون بلاد اللانغدوق انحاز اليهود إليهم وفتحوا لهم أبواب مدينة طلوزة، وأن شارلمان - تأديبا لليهود على خيانتهم - أمر بأنه كل سنة في الأعياد الكبرى الثلاثة يؤتى بيهودي ويصفع على باب الكنيسة العظمى، وقد بقيت هذه العادة مدة طويلة ثم تبدلوا بها دفع مبلغ من الدراهم. ولنا اعتراض على هذه الرواية من جهة أن العرب لم يدخلوا طلوزة فعلا فلعل هذه الحادثة وقعت في فتح مدينة أخرى، وإذا تركنا قضية أنساب الغزاة ورجعنا إلى لغاتهم فإننا نجد أنهم لم يكونوا بأجمعهم يتكلمون بالعربية، فقد روى ابن القوطية أن بعضهم كان يتكلم بالبربرية، وأنه سنة 1019 عندما غزا المسلمون أربونة كان الغزاة ذلك اليوم من الذين لا يعرفون العربية، وكذلك لم يكن جميع الغزاة مسلمين، بل كان فيهم يهود ووثنيون وأحيانا مسيحيون، وقد كان في البربر عبدة أوثان ومجوس، ولم يدخلوا جميعا في الإسلام إلا بعد فتح إفريقية بمدة طويلة.
5
ومن الغريب أن المسيحيين في القرون الوسطى كانوا يسمون غزاة العرب بالوثنيين، مع أنه لا يوجد أبعد عن الوثنية من المسلمين، ومن شدة توحيدهم للباري تعالى يكرهون جميع شعائر الوثنية ويحرمون تصوير المخلوقات الحية، نظير اليهود، ولكن شدة حرمة المسلمين لمؤسس ديانتهم جعلت العوام في أوربة يعتقدون أن المسلمين يعبدونه، كما أن المسيحيين في القرون الوسطى كانوا يطلقون لقب وثني على كل من ليس مسيحيا وقد جاء في التاريخ المنسوب إلى المطران توربين
Turbin
أنه يوجد في إسبانية على شاطئ البحر تمثال من نحاس صنعه محمد نفسه وأن المسلمين يسجدون له، وكذلك فيلومين
Неизвестная страница