История арабских завоеваний во Франции, Швейцарии, Италии и странах Средиземноморья
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Жанры
وفي ذلك الوقت عقد الإمبراطور لويس ندوة عامة في أكسلاشابل، حضرها ابنه ببين وسائر أمراء البلاد المجاورة لإسبانية، وأعلن الإمبراطور عزمه على غزو الأندلس للأخذ بالثأر. وكان في أكسلاشابل قائد قوطي اسمه عيسون
Aizon
التجأ بزعمه إلى الإمبراطور، فما شعروا به إلا وقد انسل من هناك خفية، وجاء وأثار الأهالي في كتلونية وآراغون، واستولى على مدينة أشونة
Assuna
واجتاح البلاد التي كانت تحت احتلال الفرنسيس، وأرسل يستنجد أمير قرطبة، ولما أبطأ عليه الإمداد ذهب بنفسه إلى قرطبة لأجل الاستعجال في التعبئة والنجدة فسرح عبد الرحمن جيشا بقيادة عبيد الله أحد أبناء عمه، وسار هذا الجيش ومعه عيسون، وأغذوا السير، بينما الجيش الإفرنسي يسير بطيئا، فوصلوا إلى برشلونة وجيرونة واجتاحوهما، وتقدموا إلى سردانة وملأوا البلاد عيثا وتدميرا كما جاء في مجموعة بوكيه، وكان أهالي ماردة قد أعلنوا الحرب على عبد الرحمن، وانتظروا نجدة الفرنسيس لهم، ولكن عبد الرحمن ضيق عليهم الحصار وجرعهم أمر كؤوسه ثلاث سنوات حتى دخلوا في طاعته صاغرين ورجعوا داخرين بعد أن كانوا فاخرين، وفي تلك الأيام ازداد عيث قرصان النرمندانيين في سواحل فرنسة وألمانية وإنكلترة وإسبانية، بينما قرصان إفريقية والأندلس تجعل في سواحل فرنسة وإيطالية غدوها ورواحها، فعيل صبر بونيفاس أمير كورسيكة وأرسل مراكب إلى إفريقية فاجتاحت ساحل قرطجنة للأخذ بالثأر.
وقد ذكروا أنه كان للمسلمين لذلك العهد بارجة متناهية في الكبر يظنها الرائي من بعيد سورا عاليا سائرا في البحر غزت مرة جزيرة أوي
Oye
في بريطانية عند مصب نهر لوار ولكن لم نعلم من آثارها شيئا غير هذا.
ولا يخفى أن هذه الوقائع كانت تتراكم كلها في أيام الإمبراطور لويس الحليم الذي كان هو بنفسه قائل الرأي ضعيف العزيمة سيئ الإدارة فاقد الإرادة، قسم مملكته بين أولاده الثلاثة، وسلم إلى كل حصته، ثم بدا له أن يعيد القسمة وأن يجعل نصيبا لولده الرابع، فثار أولاده عليه وقاتلوه وخلعوه، ورجع إلى العرش، ولكن لم ترجع مهابته وامتلأت أيامه بالفتوق والآفات بحيث إنه أصدر سنة 828 منشورا يقول فيه: إن المجاعة والطاعون وسائر أصناف الآفات السماوية انقضت على شعوب سلطنتنا مما يدل على غضب الله تعالى من أعمالنا غير المستقيمة، ثم أمر الإمبراطور بصيام عام وباجتماع الأساقفة في أربع حواضر، منها مدينة طلوزة، وذلك لأجل المذاكرة في التدابير اللازمة لمعالجة هذه الحال.
أما العلاقات التجارية، بين مملكة شرلمان وبين مصر والشام، فلم تنقطع في وقت من الأوقات، وفي سنة 831 تجددت المواصلات بين الخلافة العباسية والسلطنة الغربية، وقد تقدم وفد من قبل الخليفة المأمون إلى فرنسة مؤلف من ثلاثة، اثنان منهما مسلمان والثالث مسيحي، وجاءوا إلى الإمبراطور بهدايا منها منسوجات فاخرة ومنها أفاويه عاطرة.
Неизвестная страница