وكان أبو الحسن ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة ببغداد في أيام معز الدولة بن بويه، وقرأ عليه كتب بقراط وجالينوس، وقد سلك مسلك جده ثابت في نظره في الطب والفلسفة والهندسة وجميع الصناعات الرياضية للقدماء.» (راجع ابن خلكان جزء أول ص125 طبعة مصر الأميرية). •••
أما ما كان يسمونه الفلاحة فقد نقل أحمد بن على بن قيس الكلداني المعروف بابن وحشية، الذي عاش سنة 291ه «كتاب الفلاحة النبطية» عن الكلدانية أملاه على علي بن محمد بن الزيات سنة 318ه وجعله خمسة أجزاء، ومنه نسخ خطية في برلين وليدن وإكسفورد والمتحف البريطاني وباريس ودار الكتب المصرية، ومن الفلاحة أيضا كتاب للزيتوني يقال له: «مختصر الفلاحة» عن كتاب ابن وحشية.
وقد تقدم أن لقسطا بن لوقا الطبيب النصراني كتاب «الفلاحة اليونانية» نقله عن السريانية، أما كتاب ابن وحشية هذا فنرجع فيه إلى الأستاذ نلليتو.
والظاهر أن لمعتقد العرب في حركة إقبال الأفلاك وإدبارها سببان: الأول ما ورثوه عن مدرسة الإسكندرية من النزعة إلى التنجيم والباطنية، وما ورثوه عن هذه المدرسة أيضا في فكرة أن الأفلاك ذوات عاقلة.
ولقد يقال خطأ بأن العرب ورثوا هذه الفكرة أو الصناعة، صناعة إقبال الأفلاك وإدبارها عن الكلدانيين؛ لأنهم ترجموا كتاب تنكلوشا البابلي إلى اللغة العربية، غير أن الأستاذ نلليتو قد نفى هذه الفكرة، وأثبت أن كتاب تنكلوشا مختلق اختلاقا، ولذا ننقل ما قاله في ذلك عن محاضراته التي ألقاها بالجامعة المصرية، وطبعت في كتاب تحت عنوان «علم الفلك عند العرب» إثباتا لرأينا الأول: وإثباتا لفكرتنا في أن اختلاق هذا الكتاب دليل على أن العرب قد قويت فيهم هذه النزعة من طريق مدرسة الإسكندرية، لا من طريق غيرها، قال الأستاذ حرفيا:
تحفظ في أوروبا نسختان
34
من كتاب يخال المطلع عليه أول بدء أنه ترجمة تأليف تنكلوس إلى العربية، واسم الكتاب في نسخة مدينة ليون كتاب تنكلوشا البابلي القوقاني
35
في صور درج الفلك، وما تدل عليه من أحوال المولودين بها، نقله من اللغة النبطية إلى العربية أبو بكر بن أحمد بن وحشية،
Неизвестная страница