وممن مكث كثيرا من هؤلاء يوسف أفندي الملاحظ، فإنه بقي ملاحظا تارة وناظر قسم تارة منذ كانت الفيوم تابعة للأقاليم الوسطى إلى أن فصلت وجعلت مع بني سويف، وكانت مدة حكمه أكثر من 16 سنة تقريبا. وفي سنة 1273ه تعين مصطفى بك رياض مأمورا لإدارة الفيوم - وهو صاحب الدولة مصطفى رياض باشا الآن - ثم تعين بعده عبد الرحمن بك إلى أن انفصلت الفيوم من بني سويف في سنة 84ه كما ذكر.
انفصال الفيوم عن بني سويف
انفصلت الفيوم عن بني سويف وصارت مديرية قائمة بنفسها في سنة 1274ه/1858م، وتعين لها مصطفى بك راتب مديرا، وبقي إلى أن توفي سنة 1278ه/1862م، ثم تعين بعده عباس بك رحمي، وفي سنة 1280ه/1863م تعين محمد بك مهدي قبطان، وبقي إلى أن أضيفت الفيوم على بني سويف في السنة المذكورة.
تبعية الفيوم لبني سويف مرة ثانية
في سنة 1280ه/1863م أضيفت الفيوم على بني سويف وعين لهما مدير عمومي، فكان في السنة المذكورة حسن باشا شركس، ثم عين بعده إبراهيم باشا أدهم الفريق، ثم عين بعده حسن بك الشريعي، وبقي هذا إلى أن انفصلت الفيوم عن بني سويف أخيرا في سنة 1286ه/1869م.
وفي خلال هذه المدة كان مركز المديريتين بندر بني سويف، وكان في الفيوم حاكم باسم مأمور إدارة، ففي سنة 80ه المذكورة سابقا عين علي أفندي هادي، وفي سنة 1283ه/1866م عين بدلا عنه أحمد أفندي يوسف، وفي سنة 1285ه/1868م عين بدلا عنه إبراهيم بك الشريعي، وبقي إلى أن انفصلت الفيوم عن بني سويف كما ذكر.
انفصال الفيوم عن بني سويف آخر مرة
في سنة 1286ه/1869م انفصلت الفيوم عن بني سويف انفصالها الأخير، وعين علاء الدين بك مديرا لها.
وفي السنة المذكورة عين مراد باشا رفعت مديرا بدلا عنه، وبقي هذا إلى سنة 1882 ميلادية 1299 هجرية حيث قامت الثورة العرابية، فلمناسبة كونه من الحزب الخديوي عزل وعين بدلا عنه يعقوب بك صبري، ولما خمدت الثورة وهدأت الفتنة عاد مراد باشا مديرا وعزل يعقوب بك صبري، وبقي مراد باشا إلى آخر سنة 1887م/1304ه حيث نقل إلى مديرية المنوفية في أوائل سنة 1888 ميلادية.
ومراد باشا المذكور رجل شركسي الأصل، بسيط الأخلاق، سهل المعاشرة، أقام بالفيوم في كل مدته الطويلة التي تبلغ 18 سنة والناس يميلون إليه، وقد كان من دأبه السعي في الصلح بين المتخاصمين ولو كان الذي بينهما دم قتيل.
Неизвестная страница