История государства Сельджуков

Имададдин Катиб Исфахани d. 597 AH
91

История государства Сельджуков

تاريخ دولة آل سلجوق

Жанры

قال: قال لما صرع الكمال، واتسع المجال، سمت همة شمس الملك لطلب الوزارة، وخطب عروسها مع العجز عن افتراع البكارة. فاجتاب لبأسها وأنارت شمسه من مطلعها، وورد على الظماء البرح عد مشرعها. وتولى عزيز الدين أبو نصر أحمد ابن حامد منصب الاستيفاء، وقد فضل بالفضل والكفاية جميع الأكفاء. ومن جملة مبتدعاته في الخير أنه جعل للمعسكر السلطاني بيمارستان يحمل آلاته وخيمه وأدويته والأطباء والغلمان والمرضى مائتا بختي، ومن جملتها أيضا أنه بني بمحلة العتابيين ببغداد مكتبا للأيتام، ووقف عليها وقوفا مستمره الجدوى على الدوام. والأيتام مكفولون منها إلى أن يبلغوا الحلم بالنفقة والكسوة والطعام، وتعلم الآداب وحفظ القرآن، ومعرفة الحلال والحرام. وصح له التحكم على الوزير بإحكام التدبير. وتولى ديوان الطغراء والإنشاء الشهاب أسعد، وكان معلما للسلطان في أيام والده وتنجز حظه أنه يوليه الطغراء إذا انتهت إليه السلطنة، ولما تولى لم يتغير عليه، وبقي إلى آخر عهده في الطغراء، وتولى أبو القاسم الأنسباذي ديوان العرض، وكان أنوشروان عارضا وهو غائب، وفي مقامه عنه نائب.

قال أنوشروان: كنت أنا قد تخلفت في بغداد في ذلك الأوان لشغل أقضيه وأمر أمضيه. فاجتمع هؤلاء القوم واغتنموا غيبتي، وأخذوا بأخذي وتعويقي توقيعا، وشنعوا علي عملي وعملوا شنيعا. وكان مضمون المثال السلطاني أن الأمر المطاع أعلاه الله أن أنوشروان إن كان في حدود بغداد ألزم بيته بباب المراتب. وسدت عن لقائه طرق الأقارب والأجانب. وإن كان قد وصل إلى بلاد الجبل فيقعد في ولاية الأمير برسق بقلعة كفراش. ويشترط عليه أن لا يطلب المنصب والمعاش. ويحضر مماليكه إلى الدركاه لينتقلوا إلى الخواص من الأمراء، ويحمل ثقلهم عنه مع الانزواء. قال: وكان المثال بخط العزيز، وقد مد الطغراء عليه أسعد، وعلامة الوزير فيه: "أحمد الله على نعمه وتوقيع السلطان، اعتصمت بالله". وما وجدت من أنسب إليه هذا القصد غير العزيز فإن الآخرين كانوا مسخرين له وهو المتوحد بالتمييز والتبريز. وكتب الوزير بخط كاتبه أن شغل العرض قد فوض إلى العميد الأجل الأخ زين الدين ظهير الدولة أبي القاسم يعني الدركزيني، فتختم جميع دفاتر العرض وأوراقها وتنفذ حتى تسلم إليه.

Страница 273