История государства Сельджуков
تاريخ دولة آل سلجوق
Жанры
والمفسدة السابعة، وهي المفسدة الكبرى، أن العساكر التي كانت مشغولة بحصار الموت وقد شارفت فتحها، وشاهدت نجحها، شرع الدركزيني في تفريقها لميله إلى الملاحدة، ووعده لهم بالمساعدة. وأخذ رخصة في قبض الأمير الكبير أنوشتكين شيركير، وهو أمير ذلك العسكر. فرحلوا عن الحصار بغير ترتيب، وتبعهم أهل ألموت فقتلوا خلقا. وذهب الباقون غربا وشرقا، ونقلوا إلى القلعة من العدد الكثيرة والأزواد والميرة، ما تزيد قيمته على مائتي ألف دينار. ووصل الأمير الكبير كندغدي إلى الباب.
وكان عظيما من أولي الألباب، فولوه أتابكية الملك طغرل أخي السلطان، ثم حذروا السلطان منه فخاف كندغدي على نفسه وعلى ملكه فأدلج به ساريا، وذهب متواريا.
فلم يحوهما بعد ذلك دار، وصار من ذلك للقلب اشتغال ولنار الفتنة اشتعال.
والمفسدة الثامنة، أن الأمير قراجه الساقي سلموا إليه الملك سلجق أخا السلطان وولوه بلاد فارس، فلما سمع الأمير قيصر بقدومه وكانوا قد ولوه فارس من قبل هرب وحصل عند السلطان سنجر بخراسان وهو موتور. ونفث شكاويه التي هو بها مصدور.
والمفسدة التاسعة، أنه كان للسلطان مماليك صغار، كأنهم أقمار. وكان عليهم من الخصيان الخواص رقباء. وعلى طوائفهم من جنسهم نقباء. فأخذ كل واحد منهم عدة، واقتسموا بالغلمان الروق 1، وأقاموا ألف سوق للفسوق.
والمفسدة العاشرة، أنهم أخرجوا الجواري المطربات، والإماء المغنيات من دور الحرم إلى دورهم، وآثروا حضورهن مجالس حضورهم. وركبوا في الفسق كل مركب، وذهبوا في الخزى كل مذهب. وتسلطوا على السلطان واجترأوا عليه بما اجترحوه، وتمشى لهم بصبوته كل ما اقترحوه.
قال أنوشروان: ذكر لي أنه لما توفي السلطان محمد دخل الأمير علي بار إلى خزانته، فأخذ صناديق الجواهر النفيسة، واليواقيت الثمينة فأودعها عند وزيره الدركزيني، فلما قتل على ما سنذكره، حصل بها ولم يسأل أحد عنها.
قال عماد الدين: وأذكر طرفا من هذا الأنساباذي، وأنسباذ ضيعة من إقليم الأعلم، قريبة من دركزين، فنسب نفسه إلى دركزين، لأنها أكبر قرى تلك الولاية.
ومعظم أهلها أهل الإباحة والغواية، وأكثرهم من المزدكية الخرمية، وشرهم شائع في البرية. وكان أبوه فلاحا منهم، فجاء به إلى أصفهان وعلمه الخط، والجرأة والخبط.
Страница 264