История государства Сельджуков
تاريخ دولة آل سلجوق
Жанры
قال: وكان مختص الملك قد شمر جفنه للشعر فيه، فعاد كأنه شكل مثلث في عين رأسه. فقال فيه الموفق الخاتوني بيتا بالفارسية مشتملا على معنى بديع، وهو أنه ينظر من مثلث عينه إلى الناس نظر تربيع فقلت:
لصدر الصدر ضيق في اتساع ويطمع في كمال من قصور
على التثليث ناظره ولكن من التربيع ينظر في الأمور
قال: ومازال الوزير يصغي فيه إلى السعادة، ويسيم في مرعى سمعه سرح الوشاة، ونسبوا إليه التقصير والتخليط، والإفراط والتفريط، وأحال الوزير عليه بمائة ألف دينار وانتهز في أمره الفرصة، وأخذ في استدعائه من جرجان الرخصة، فاستحضره وتشدد في إرهاقه، واستصفى ما له فعاد ذلك بإملاقه.
قال الفتح بن علي البنداري الأصفهاني منتخب الكتاب: رأيت بخط جدي -رحمه الله-أن موفق الدولة قال في تلك الحالة أبياتا مطبوعة بالعربية ومن جملتها قوله:
نهبوا ما ملكت في بغدادي واستباحوا ذخائري وعتادي
فأنا اليوم غير ذقني وسني مثلما كنت ساعة الميلاد
وهما الآن رهن قلع ونتف تحت هذا الإبراق والإرعاد
قال: فأحوجته الحوالات عليه إلى الاستقراض. وانضاف اشتغال ذمته إلى الإنفاض. وكان للأستاذ الموفق معرفة بالكمال السميرمي وبينهما صداقة صادقة، ومودة صالحة من كأس الصفاء غابقة. وسيأتي ذكر الكمال عند انتهاء ديوان الإشراف إليه في الأيام المحمدية. وعند استقلاله بالوزارة في الأيام المحمدية، ولقد كان من أوسع الصدور صدرا، وأرفعهم قدرا، وأحسنهم تدبيرا، وأجملهم تأثيرا. وكان يلقب بعز الدين وهو في منصب مشهور، ومذهب في السماح مشكور. فلما أملق الموفق، كتب إليه أبياتا ذكره فيها بحقوق خدمته، وعقوق حظوته وشكا فيها حاله. وهجا الوزير وأشكاله. قال عماد الدين، ولم يأت لي تعريبها، ولم يأنس بخاطري غريبها فأضربت عن ضربها، لما عصاني ضربها. وله في شكوى حاله ما عربت معناه نسجا على منواله.
وقلت:
Страница 253