История государства Сельджуков
تاريخ دولة آل سلجوق
Жанры
فاعتذر إليه السلطان واستماله، واستعفاه من ذكر ما جرى واستقاله. وحكمه في الحل والعقد والإقطاع وأمر الجند والأمراء بالائتمار لأمره، وسر بسروره سره.
وشرع جاولي في مكاتبة الملك سليمان وخدعه، ورده عن المقام مع القوم وردعه.
وتوثق له من السلطان بيمين، وسير نسخة أمال له مع أمين ففارقهم. وانفصل وانفصم عنهم. ووصل أيضا خوارزمشاه يوسف وأخوه، فاتبعهما للتوجه الأعيان والوجوه.
ولما عرف بوزابه وعباس تعذر ما حاولاه وتعسر ما زاولاه. وتفرق الجند الذي جمعاه، تفارقا على مواعدة في معاودة الجمع، وودعا على موادعة مودعة للطاعة والسمع.
وعزم كلاهما على الرجوع إلى بلده بنية الرجوع، والغروب في أفقه على استئناف الطلوع.
وكان السلطان عند اتصال أخيه سليمان بجانبه، واستظهاره بكتائبه، علم أن بوزابه وعباسا يفترقان، وأنهما يعدان بأنهما يعودان. فرحل بالعسكر إلى مدينة سجاس مع جاولي على عزيمة الإسراع والإتباع. والسلطان وخواصه على حالة من الارتياب والارتياع. فقال لجاولي: "انهض أنت وراء بوزابه، فالعسكر والشوكة معه، والرأي مسيري إلى الري لألقي عباسا وأقمعه". فمضى جاولي إلى همذان، وعمد مسعود نحو الري، فحصل من وردها بالري وغنى بالسعادة عن استعمال المشرفي والسمهري.
وقبض سليمان شاه أخاه وحبسه في قلعة سرجهان، وتلقى ما صعب بالاحتمال والاحتماء فهان.
ولما علم بوزابه أن جاولي جاء، ولى وخلى همذان، وترك أثقاله وخزائنه بها وسار، فسار جاولي وراءه جريدة. وقطع حتى وصل إلى القرب مراحل بعيدة. فلما دنا منه أبدى البقيا عليه، وأسدى الحسنى إليه. وقال: "اتخذ اليوم عنده يدا، لينجدني عند الحاجة غدا. فهذا السلطان غير موثوق بمواثيقه، ولا موفق في تسديده وتفويقه".
وذكر غدره بأخيه سليمان شاه، فكتب إلى بوزابه وهو على حد الهزيمة كتابا مضمونه، "إني مصدقك ومصادقك. وموافقك لا مفارقك. وخاطب حبك، وطالب ودك، وقد صرت من حزبك، وما سرت لحربك".
Страница 315