============================================================
ذكر تمود وأخذت أولادها منه وغيبتهم في رهطها فقال لها زوجها ردي علي ولدي فأبت حتى هذدها قومه فردتهم عليه، ثم إن عنيزة وصدوق احتالتا في عفر الناقة فدعت صدوق رجلا يقال له الحباب لعقر الناقة وعرضت نفسها أن يفعل ذلك فأبى عليها، قال: فدعت ابن عم لها يقال له مصدع بن دبيرج ويقال: ابن بهرج بالباء ويقال: مهرج فعرضت عليه نفسها لعقر الناقة، وكانت من أحسن الناس فأجابها ودعت عنيزة قذار بن سالف وهو رجل أحمر أزرق قصير وكان غير رشيد، ولم يكن لسالف الذي يدعى إليه فقالت عنيزة: أعطيك أية بناتي الذي شئت إن عقرت الناقة وإن عنيزة كانت غنية وكانت كثيرة المال وزوجها ذواب بن عمر كان من أشراف ثمود فأجابها أيضا ثم إن قذارا ومصدعا آتيا يوما من الأيام مجلس عنيزة وصدوق يتحدثان إليهما فسقتاهما خمرا فقالت عنيزة لو كان لنا ماء لمزجنا لكما الخمر، ولكن لا ماء عندنا فاليوم يوم ورود الناقة فقال أحد الرجلين فلا سبيل إلى الماء، فقالت عنيزة: بلى والله إلى الماء سبيل لو كان رجال أهلا لناقة لا ناقة تضرب وتطرد كما تطرد الغريبة من الإبل ولكن لا رجال في الوادي فقال عند ذلك قذار هل تعين لي بما قلت إن عقرت الناقة، قالت: نعم، فلما سمع ذلك مصدع قال لصدوق: وهل لي عندك ما قلت إن شاركته في عقر الناقة؟ قالت: نعم، قال: فأميلا علينا الخمر ففعلتا حتى سكرا وخرجا واستغويا من سفهاء ثمود سبعة نفر، فصاروا تسعة نفر فانطلقوا ورصدوا الناقة حتى صدرت عن الماء فكمن لها قذار في أصل صخرة وكمن مصدع في آخر فمرت على مصدع فرماها بسهم فانتظم به عضلة ساقها ويقال: خرعها فأخرجت عنيزة ابنتها وكانت كدار من أحسن الناس وجها وأمرتها فسفرت لقذار فلما رآها قذار شد على الناقة بالسيف وكشف عرقوبها فخرت ورغت رغاة واحدة ثم طعن في لبنها فخرها، وانطلق سقبها حتى آتى جبلا منيعا ثم أعلى صخرة في رأس الجبل فرغا ثلاث مرات ثم لاذ واتبع السقب آربعة نفر من التسعة وفيهم مصدع بن دبيرج فرماه مصدع بسهم فانتظم قلبه وجروا برجله وأنزلوه وألقوا لحمه مع لحم أمه ويقال لا بل ذهب السقب في الهواء، وذلك أنه لما قيل لصالح غقرت الناقة قال المؤمنون: ادع الله تعالى أن لا يعذبهم فقال صالح: أدركوا السقب فإن أدركتموه فلعلهم لا يعذبون، وذهب صالح ومن معه فلما رأى السقب صالخا نادى ثلاث مرات يا صالح واأماه يا صالح واأماه وذهب فغاب فلا يدري آين ذهب والله أعلم، وقيل كان صالح بعيذا عنهم فبلغه الخبر فقيل قد علمت أن الناقة قد عقرت وأقسم لحمها فجاءهم صالح فلما رأى ذلك قال: هتكم حرمة الله تعالى فابشروا بعذاب الله ونقمته، فقالوا له: ومتى ذلك يا صالح وما آتيه وكانوا عقروا الناقة يوم الأربعاء، فقال لهم: تصبحون يوم مونس
Страница 62