============================================================
ذكر موسى عليه السلام السماء الذي هو إلله إبراهيم وإسلق ويعقوب أني أكتم عليك ما تخبرني، فقال الفتى وإلله إبراهيم واسحلق ويعقوب إنك أنت ذلك النبي الذي يفرج الله عنا على يده ويهلك عدونا به، فقال موسى: وأنا والله أحبكم حبا لا أضعه ولا نفرقكم حب فرعون إياي، فإن الله بالغ أمره ثم إن موسى لما بلغ أشده وهو ثلاثين سنة عرف أن الحق في مخالفة فرعون فتكلم بالحق وغاب الكفر والشرك وجعل ينكر المنكر ويأمر بالمعروف وظهر أمره وشاع فذلك قوله تعالى: ولما بلغ أشده واستوى مانينه مكما وعلما(1) االقصص: الآية 14] فرفع إلى فرعون أمره فنهاهم عن أذى موسى فقال: سأنظر في آمره وخاف قوم فرعون فنصبوا له العداوة وقصدوه حتى صار موسى لا يدخل محال آل فرعون إلا مستحفظا فدخل في بعض الأيام كما قال الله تعالى: ({ ودخل المدينة على يمين غفلة ين أهلها (القصص: الآية 15] وهو وقت الظهيرة، ويقال بين المغرب والعشاء فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعنه وهذا من علوو [القصص: الآية 15] أحدهما اسرائيلي والآخر قبطي ويقال كان القبطي خباز فرعون وأخذ الإسرائيلي يحمل حطب المطبخ له، ويقال كان صاحب دوابه يسخره لينقيه الاصطبل فاستغية الزى ين شيعيي على الذى من عدوو [القصص: الآية 15] فقال موسى للقبطي خل سبيله فقال: لا أفعل وكان قد أوتي بسطة من الخلق والقوة، فوكز القبطي وكزة فقتله وهو لا يريد قتله فحزن موسى لذلك إذ لم يكن مأمورا بالقتل ولا مأذونا فيه والقتل محرم في الحقيقة إلا بإذن مالك الحق فقال موسى: هلذا من عمل الشيطين إنهر عدو مضل ثبين (القصص: الآية15]، ثم قال: رب إنى ظلمت نفسى فأغفر لى فغفر له إيث هو الغفور الرحير [القصص: الآية 16] قال الضحاك: إن موسى كان يجد في قلبه نورا قبل الوحي إليه فلما قتل الرجل حمل ذلك النور فقال عند ذلك رب إنى ظلمت نفسى فأغفر لى فغفر [القصص: الآية 16] ورد النور إليه وقال الحسن البصري كان بعد ذلك لا يزال خائفا وجلا حتى جاءه الوحي فأوحى الله تعالى إليه يا موسى لو أن النسمة التي قتلتها أقرت لي ساعة أني خالقها ورازقها لأذقتك طعم العذاب ولكنها لم تقر لي قط فقد غفرت لك فحينثذ اطمأن قلبه قال(2) رب بما أنعمت على فلن اكوت لهيرا للمجرمين [القصص: الآية 17] قال: فانتشر الخبر في بني إسرائيل وفي القبط أن موسى قتل رجلا هذا في رواية وهب، وقال غيره: بل لم يعلم الناس أن موسى قتل الرجل (1) وجاء هذا نصه (ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما) والصواب ما ثبتناه.
(2) وجاء في الأصل (فقال رب) والصواب ما ثبتناه.
Страница 163