============================================================
ذكر أيوب عليه الشلام فعرف آنه إبليس فقال: أراد عدو الله أن يفتني في ديني فحلف على ضربها إن عافاه الله تعالى، ودعا فقال: مسنى الشيطن يصي وعذا} (ص: الآية 41]، وقال: مسنى الضر وأنت أرحم الرمي} [الأنبياء: الآية 83] . ويروى أن أيوب كان أكثر الناس بكاء، قال ابن عباس رضي الله عنهما فلما ابتلي لم يبك قط مخافة أن يكون جزغا وقد ذكرت الرواة أن مرض أيوب كان دود أو آكلة وقعت في جسده وفي جميع أعضائه إلا في ثلاثة من أعضائه قلبه وعينيه ولسانه وذلك لأنه كان سأل الله تعالى ذلك وقال: لئلا أعجز عن ذكرك والنظر إلى ملكوتك والفكر في عظمتك ويروى أنه كانت الدودة التي وقعت في جسده فربما سقطت منه دودة فيآخذها ويرتها إلى مكانها ويروى آن امرآته قالت له: يا أيوب ألا تدعو الله فيكشف عنك، قال: با هذه لقد أتى علينا في الرخاء سبعون فاصبري حتى يمضي علينا في البلاء سبعون فيستوي البلاء بالنعمة ثم بعد ذلك أدعو فلما دعا أيوب قال الله تعالى لجبرائيل عليه السلام وقال السلام عليك يا أيوب إن الله تعالى يقرئك السلام ويقول لك قد حان وقت عافيتك فقم فقام فأخذه بيده وكانت امرأته غائبة فأخرجه من عريشه وأتى به إلى رايته فقربه منه، فقال له: اركض برجلك (ص: الآية 42] اليمنى فركض بها الأرض فتناثر الدود منه أي من قرنه إلى قدمه ونبعت عند رجله عين ماء جار فقال: هذا مغتد [صض: الآية 42] فاغتسل به فصخ جميع ما به من جراحة ثم قال له: اركض برجلك اليسرى فضرب بها الأرض فنبعت عين ماء بارد، فقال: وهذا وشراب [ص: الآية 42) فاشرب منه فشرب فخرج كل ما كان في داخله وجرت النظرة في بشرته وشعره وقام صحيحا نشاطه على آتم حسن وجمال ثم ان جبرائيل عليه السلام بسط له بساطا من بسط الجنة عند رايته وجلس معه وجاءت امرأته فنظرت في العريش فلم تره فبكت وولولت ثم آتت مجلسها وقالت: رحمكما الله هل لكما علم بهذا المبتلى في هذا العريش فقال لها جبرائيل عليه السلام إن رأيته تعرفيه؟ قالت: نعم، فضحك أيوب فعرفته بثناياه ثم إن جبرائيل عليه السلام دعاها حتى جلست فاعتنقها أيوب فرد الله تعالى عليهما أموالهما، قال الله تعالى: وهاتيكه أهله ومثلهم معهر [الأنبياء: الآية 84] وروي أنه كان له ثلاثة عشر ولدا، ويقال عشرة فأحياهم الله تعالى فولدت امرأته عشرة آخرين، ويروى أنه قال: يا رب أليس ولدي في الجنة فأتاه الله تعالى ستة وعشرين ولذا من امرأته فذلك قوله تعالى: * ومثلهم تعهر (الأنبياء: الآية 84) ورد الله منازله وأضياعه ودوابه بأسرها عليه وانصرف أيوب إلى منازله وبعث الله سبحانه وتعالى سحابة حتى أمطرت على داره من العصر إلى أن غابت الشمس جرادا من ذهب ويقال بل نشر جبرائيل عليه السلام أجنحته ونفضها على داره فانتثر من جناحه الجراد من الذهب، قال: وجمع أيوب الجراد إلى الليل ويروى أن
Страница 146