Книга истории
كتاب التأريخ
Издатель
دار صادر
Место издания
بيروت
ولما مضى من حياة يرد خمسمائة سنة نقض بنو شيث العهود والمواثيق التي كانت بينهم فجعلوا ينزلون إلى الأرض التي فيها بنو قابيل وكان أول نزولهم أن الشيطان اتخذ شيطانين من الإنس اسم أحدهما يوبل و الآخر توبلقين فعلمهما أصناف الغناء والزمر فصنع يوبل المزامير و الطنابير والبرابط والصور وصنع توبلقين الطبول والدفوف والصنوج ولم يكن لبني قابيل عمل يشغلهم و لا ذكر لهم إلا أمام الشيطان وكانوا يركبون المحارم و المآثم ويجتمعون على الفسق وكان ذوو السن من رجالهم ونسائهم أشد في ذلك من شبانهم فكانوا يجتمعون فيزمرون ويضربون بالطبول والدفوف والبرابط والصنوج ويصيحون ويضحكون حتى سمع أهل الحبل من بنو شيث أصواتهم فاجتمع منهم مائة رجل على أن يهبطوا إلى بني قابيل فينظروا ما تلك الأصوات فلما بلغ ذلك يرد أتاهم فناشدهم الله وذكرهم وصية آبائهم وحلف عليهم بدم هابيل وقام فيهم اخنوخ بن يرد فقال اعلموا أنه من عصى منكم أبانا يرد ونقض عهود آبائنا وهبط من جبلنا لم ندعه يصعد ابدا فأبوا إلا أن يهبطوا فلما هبطوا اختلطوا ببنات قابيل بعد أن ركبوا الفواحش
فلما دنا موت يرد اجتمع إليه نوه وبنو بنيه اخنوخ ومتوشلح ولمك ونوح فصلى عليهم ودعا لهم بالبركة ونهاهم أن يهبطوا من الجبل المقدس وقال إنكم لا محالة تهبطون إلى الأرض السفلى فأيكم كان آخر هبوطا فليهبط بجسد أبينا آدم ثم ليجعله وسط الأرض كما أوصانا وأمر اخنوخ ابنه إلا يزال يصلي في مغارة الكنز ثم توفي يوم الجمعة لليلة خلت من آذار حين غابت الشمس وكانت حياته تسعمائة سنة واثنتين وستين سنة
اخنوخ بن يرد
ثم قام بعد يرد اخنوخ بن يرد فقام بعبادة الله سبحانه ولما أتت له خمس وستون سنة ولد له متوشلح وأخذ بني شيث ونساؤهم وأبناؤهم في الهبوط فعظم ذلك على اخنوخ فدعا ولده متوشلح ولمكا ونوحا فقال لهم إني اعلم إن الله معذب هذه الأمة عذابا عظيما ليس فيه رحمة
وكان اخنوخ أول من خط بالقلم وهو إدريس النبي فأوصى ولده ان يخلصوا عبادة الله ويستعملوا الصدق واليقين ثم رفعه الله بعد أن أتت له ثلاثمائة سنة
Страница 11