وأتى مجاعة الحنفي إلى خالد فأوهمه أن في الحصن قوما بعد وقال ما أتاك إلا سرعان الناس ودعا إلى الصلح فصالحهم خالد على الصفراء والبيضاء ونصف السبي ثم نظروا وليس في الحصن أحد إلا النساء والصبيان فألبسهم السلاح ووقفهم على الحصون ثم أشار إلى خالد فقال أبوا علي فتأخذ الربع ففعل ذلك خالد وقبل منهم فلما فتحت الحصون لم يجد إلا النساء والصبيان فقال أمكرا يا مجاعة قال إنهم قومي وأجاز لهم وافتتحت اليمامة وهربت سجاح فماتت بالبصرة
وكانه فتح مسيلمة في سنة 11 وقتل في شهر ربيع الأول سنة 12 وخطب خالد إلى مجاعة ابنته فزوجه إياها فكتب إليه أبو بكر تتوثب على النساء وعند اطناب بيتك دماء المسلمين
وأمر أبو بكر خالدا أن يسير إلى أرض العراق فسار ومعه المثنى بن حارثة حتى صار إلى مدينة بانقيا فافتتحها وسبى من فيها ثم صار إلى مدينة كسكر فافتتحها وسبى من فيها ثم سار حتى لقي بعض ملوك الأعاجم يقال له جابان فهزمه وقتل أصحابه ثم سار حتى انتهى إلى فرات بادقلى يريد الحيرة وملكها النعمان فاقتتلوا قتالا شديدا ثم انهزم النعمان فلحق بالمدائن ونزل خالد الخورنق وسار حتى صير الحيرة خلف ظهره وكانوا على محاربته ثم دعوا إلى الصلح فصالحهم على سبعين ألفا عن رؤوسهم وقيل مائة ألف درهم
وتجرد أبو بكر لقتال من ارتد وكان ممن ارتد وممن وضع التاج على رأسه من العرب النعمان بن المنذر بن ساوى التميمي بالبحرين فوجه العلاء بن الحضرمي فقتله ولقيط بن مالك ذو التاج بعمان وجه إليه حذيفة ابن محصن فقتله بصحار من أرض عمان
Страница 131