195

وقد عارضه في اليمن السلطان حاتم بن أحمد اليامي، وكان قد أظهر الدعوة الباطنية ووقعت بينهما معارك عدة، كان أهمها معركة الشرزة قرية في سنحان جنوب شرق صنعاء كادت جنود الإمام أن تولي الأدبار فابتهل إلى الله سبحانه وتعالى وطلب منه العون والنصر، وكان من جملة دعائه ذلك اليوم قوله: «اللهم إنه لم يبق إلا نصرك، اللهم إن يظهر علينا القوم يذهب دينك» فأرسل الله تعالى ريحا عاصفا من جهة الشرق قابلت وجوه أعدائه (1)، فاستبشر الإمام (ع) وحمل عليهم فانهزم أعداؤه، وانجلت المعركة عن خمسمائة قتيل، وخمسمائة أسير من الباطنية وكان ذلك سنة 550ه.

ودخل زبيد سنة 553ه بعدما استنجد به أهلها، وأقام الحد على فاتك بن جياش النجاحي، لما ظهر عليه من الفساد، وراجعوا الإمام في ذلك فقال: (لو أعطيتموني في تركه ملك زبيد لم أقبله) (2).

وأظهر قوم في يام الدعوة الباطنية جهارا، وقطعوا الصلاة، والصيام، أعادوا ليلة الإفاضة، فجاءت امرأة إلى الإمام تشكوا أن ولدها غشيها. فغضب (ع)، وتجهز لقتالهم، ودارت معركة قوية هزمهم فيها الإمام (ع) وأجلاهم عن أرضهم وهذه المعركة تعرف بأسم معركة غيل جلاجل.

Страница 196