Воспитание и образование в исламе
التربية والتعليم في الإسلام
Жанры
غزو تربط فيه الخيل ولكنه انتظار للصلاة بعد الصلاة، فالرباط جهاد النفس، والمقيم في الرباط مرابط مجاهد نفسه، واجتماع أهل الربط إذا صح على الوجه الموضوع له الربط، وتحقق أهل الربط بحسن المعاملة ورعاية الأوقات وتوقي ما يفسد الأعمال ويصحح الأحوال يعود بالبركة على البلاد والعباد. وشرائط سكان الرباط قطع المعاملة مع الخلق وفتح المعاملة مع الحق، وترك الاكتساب اكتفاء بكفالة مسبب الأسباب، وحبس النفس عن المخالطات واجتناب التبعات، ومواصلة الليل والنهار بالعبادة متعوضا بها عن كل عادة، والاشتغال بحفظ الأوقات وملازمة الأوراد، وانتظار الصلوات واجتناب الفضلات، ليكون مجاهدا مرابطا. والرباط بيت الصوفية، ومنزلهم، ولكل قوم دار، والرباط دارهم، وقد شابهوا أهل الصفة في ذلك؛ فالقوم في الرباط متفقون على قصد واحد، وعزم واحد، وأحوال متناسبة، ووضع الرباط لهذا المعنى.
137
ولقد كانت الربط في أيام بني أمية وبني العباس بكثرة على الثغور الرومية والبيزنطية وإلى أقصى الشرق وعلى حدود ما وراء النهر وفي شمالي إفريقية وسائر بلاد المغرب، وكان يقيم فيها المجاهدون، وطبيعي جدا أن هؤلاء المرابطين كانوا في خلال الأوقات التي لا تكون فيها الحرب أو الاستعداد لها، كانوا يعملون على ترويض أنفسهم جسميا أو روحيا، وكانوا يقرءون ما تيسر لهم من القرآن أو نصوص العلم والدين أو أحاديث الرسول
صلى الله عليه وسلم . ويظهر أنه منذ القرن الرابع أخذ بعض أهل الخير يقفون مساكن في ضواحي المدن الكبرى، يجعلونها مؤبدة على الزهاد والعباد؛ أي في الوقت الذي شرعوا يبنون فيه الخوانق. والرباط هو الخانقاه إلا أن أهل العراق قلما استعملوا كلمة الخانقاه، أما أهل مصر والشام فقد استعملوا كلمة رباط. وقد جعلوا الرباط مأوى الصوفية الفقراء المجردين غير المتأهلين، وربما كانوا يقفون بعض الربط على النساء من أهل الصلاح والفقر والخير والدين، ويجعلون لها شيخات من فواضل النساء وعوالمهن. قال المقريزي في الكلام عن رباط البغدادية: بنته السيدة الجليلة تذكار باي خاتون ابنة الملك الظاهر بيبرس سنة 684 للشيخة الصالحة زينب بنت أبي البركات المعروفة ببنت البغدادية، فأنزلتها به ومعها النساء الخيرات، وما برح إلى وقتنا هذا يعرف سكانه من النساء بالخير، وله دائما شيخة تعظ النساء وتذكرهن وتفقههن،
138
وكما جعلوا في الخانقاه شيخا ومدرسين وقراء، فكذلك جعلوا في الرباط. ومن أشهر الربط التي كانت فيها حلقات لتعليم القراءة والكتابة والدين والتصوف رباط الآثار الذي عمره الصاحب تاج الدين محمد بن الصاحب فخر الدين محمد، فقد قرر فيه دروسا للفقهاء الشافعية وجعل له مدرسا وعنده عدة من الطلبة ولهم جار.
139
وقد كانت الربط مأوى يلجأ إليه العلماء الرحالون وطلاب العلم الذين ينتقلون في أرجاء العالم الإسلامي طلبا للحديث النبوي أو علوم الدين والعربية. قال الإمام الكبير القاضي أبو بكر بن العربي (468-543) الإمام المجتهد والمحدث الجليل لما خرج من الأندلس قاصدا المشرق دخل بغداد ونزل في رباط أبي سعد بإزاء المدرسة النظامية، فاجتمع فيه بالإمام الغزالي فقرأ عليه ولازمه. ذكر المقري في نفح الطيب نقلا عن ابن العربي أنه قال: «ورد علينا دانشمند - وهو لقب فارسي للإمام الغزالي معناه العلامة - فنزل برباط أبي سعد بإزاء المدرسة النظامية معرضا عن الدنيا مقبلا على الله، فمشينا إليه وعرضنا أمنيتنا عليه، وقلت له: أنت ضالتنا التي كنا ننشد وإمامنا الذي به نسترشد، فلقينا لقاء المعرفة، وشاهدنا منه ما كان فوق الصفة ...»
140
الزاوية:
Неизвестная страница