٢١- مقدمة التربيع والتدوير
رسالة وضعها الجاحظ يهزأ فيها من معاصره الكاتب أحمد بن عبد الوهاب. وهذا الهزء ينصب على النواحي الجسمية والخلقية والعقلية.
فهو يجلو لاحمد بن عبد الوهاب صورة كاريكاتورية تبعث على الضحك: «كان احمد بن عبد الوهاب مفرط القصر ويدعي انه مفرط الطول، وكان مربعا وتحسبه لسعة جفرته واستفاضة خاصرته مدورا. وكان جعد الاطراف قصير الاصابع وفي ذلك يدعي السباطة والرشاقة، وانه عتيق الوجه اخمص البطن معتدل القامة تام العظم. وكان طويل الظهر قصير عظم الفخذ، وهو مع قصر عظم ساقه يدعي انه طويل الباد رفيع العماد عادي القامة عظيم الهامة قد اعطي البسطة في الجسم والسعة في العلم، وكان كبير السن متقادم الميلاد، وهو يدعي انه معتدل الشباب حديث الميلاد» .
هذه الصورة الساخرة تلم بمختلف اعضاء جسم احمد بن عبد الوهاب، فهي تمثل وجهه واطرافه وبطنه وظهره وخاصرته وقامته واصابع يديه، وعمره.
ولكنها تعمد الى مواطن البشاعة فيه فتضخمها لتلفت اليها النظر، وتكرر ذكرها للتأكيد عليها؛ ولذا نرى الجاحظ يعود الى قصر جسم احمد بن عبد الوهاب
1 / 79