Биографии известных людей Востока в девятнадцатом веке (часть первая)
تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)
Жанры
وبعد انقضاء تلك الحرب وعقد شروط الصلح في مارس 1878 عاد عثمان باشا إلى الآستانة وتعين قائدا للحرس الشاهاني، وفي 10 يونيو من تلك السنة عين مشير المابين ثم واليا لجزيرة كريد.
وفي آخر تلك السنة انتدب لوزارة الحربية وتقرب من الحضرة الشاهانية فنال كل التفات ورعاية وتقلب في أحسن مناصب الدولة وأشرفها ونال أشرف وساماتها ووسام كومندور اللجيون دوتور من فرنسا.
ومن غريب ما تقوله الناس على أثر ما ظهر من بسالته في حصار بلافنا أن كل أمة حاولت أن تدعيه لنفسها، فقال الأمريكان: إن الرجل أمريكاني الأصل، وقال الفرنساويون: إنه فرنساوي، وقال غيرهم غير ذلك، ولكنهم تحققوا بعد ذلك أنه تركي لا شك فيه.
وكان صاحب الترجمة في آخر أعوامه مشير المابين الهمايوني وقائد الفيلق الخاص، ولا يجتمع مجلس في سراي يلدز إلا وهو من أعضائه، وإليه النظر في شئون جند المابين وملاحظة كل ما يتعلق بالمابين وكل ما يحدث فيه، وله دائرة خصوصية هناك يقيم فيها وله الكتاب والمأمورون.
ومما ناله من التفات جلالة السلطان أن اثنين من أولاده تزوجا بكريمتي جلالته. ثم أصيب بمرض عز شفاؤه فتوفي في الآستانة في أوائل أفريل 1900 وهو لم يتجاوز الثامنة والستين من عمره، وفي موته خسارة كبرى على الدولة العثمانية؛ لأنه من أعاظم أفرادها.
الفصل الثاني والعشرون
حميد بن محمد المرجبي فاتح الكونغو
شكل 22-1: حميد بن محمد المرجبي فاتح الكونغو.
لم يتعود قراء هذا الزمان الاطلاع على أخبار الهمم العالية، والنفوس الكبيرة، وظهور نوابغ القواد ورجال الدهاء إلا بين أهل العرب، ويعجبهم على الخصوص إذا قرءوا عن قائد أو وزير أو ملك نبغ من بين العامة وتسلم عرش السيادة بجده وسعيه، ولكن بين أهل الشرق اليوم نوابغ لا تقل نفوسهم كبرا ولا هممهم سموا عن أولئك، فقد ينبغون في أواسط آسيا وأفريقيا ويأتون بمعجزات السياسة والدهاء والقيادة ولا نعرف أخبارهم، وإليك ترجمة رجل منهم ولد في الفقر والضنك، وارتقى بهمته وسعيه حتى قاد الألوف وفتح البلاد؛ نعني به حميد بن محمد بن جمعة المرجبي الملقب بتيوتيب فاتح الكونغو بأواسط أفريقيا، وقد بعث إلينا برسمه وترجمة حاله حضرة الشيخ ناصر بن سليمان بن ناصر اللمكي ساكن زنجبار فأثبتناهما مع الثناء على غيرته في نشر مآثر الشرقيين، قال: (1) تمهيد
كانت الأقطار الزنجبارية ملكا للبرتغال كما لا يخفى على ذوي الإلمام بالتاريخ، فلما أراد العرب تخليص هذه الأقطار من يد الإفرنج بقوة سلطانهم سيف بن سلطان اليعربي، جهزوا جيشا من بلاد عمان مؤلفا من قبائل شتى من العرب، وفيهم القبائل المراجية، فبرح هذا الجيش مسقط في سفن شراعية فوصل إلى ممبسة سنة 1665 مسيحية، وهناك جرت بينهم وبين البرتغال وقائع كثيرة قضى الله بعدها بانجلاء البرتغال من تلك الأقطار واستلم العرب أزمة الملك، ولما رجع السلطان إلى مسقط أحب بعض أصحابه الإقامة في تلك الأقطار، فأقاموا وفيهم العائلات من قبائل الحواتم والنباهنة واليعاربة والمراجية، واتخذ كل فريق منهم المناخ الموافق له، ولا تزال هذه القبائل باقية هناك إلى الآن، ولكن رجالها لا يتكلمون إلا اللغة الزنجبارية وإنما حفظوا اسم القبيلة فقط، فالمراجية اختاروا قرية بجنوب دار السلام اسمها مبوماجي مناخا لهم ولا يزالون فيها إلى اليوم.
Неизвестная страница