Биографии известных людей Востока в девятнадцатом веке (часть первая)
تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)
Жанры
أما بطرس كرامة فتعين مترجما في الباب العالي وبقي مع ذلك محافظا على صداقة الأمير وتوفي بعده ببضعة أشهر في الآستانة أيضا.
هكذا كانت نهاية هذه العائلة بعد الحروب الطويلة والمعاناة الشديدة. (2) صفاته ومناقبه
كان الأمير بشير ربع القامة، كثير الشعر، حاد العينين، عظيم الهيبة جدا، ويروى عن هيبته وشدة بأسه وصرامته روايات أشبه بالخرافات منها بالحقائق.
ومما يحكى عنه أنه كان لعظم هيبته لا يستطيع أحد أن يطيل النظر إليه بغير أن يخافه، وكان جهوري الصوت حتى قد يسقط الرجل خوفا ورعبا بمجرد سماع صوته إذا غضب. ولولا ذلك لم يستطع أن يحكم اللبنانيين المعروفين بالشجاعة وشدة البأس وقوة الأجسام والعقول، ومما يحكى عن صرامته أن أحد رجاله الذين كان يبثهم في أنحاء لبنان لصيانة الطرق من اللصوص جاءه يوما قائلا: «رأيت أيها الأمير بالأمس في وادي العليق فتاة منفردة في ظلام الليل غير خائفة فعجبت من جسارتها فسألتها عما جرأها على المسير وحدها في ذلك الوادي المخيف، فقالت: إني لا أسير وحدي؛ لأن أبا سعدى (تريد الأمير بشيرا) سائر معي، فعجبت لجسارتها وتركتها.» فحملق الأمير بالرجل حتى كاد يقع صريعا من الخوف، وقال له: «لقد صدقت الفتاة، ولكن ما الذي جرأك أنت على مخاطبتها وهي سائرة بنفسها في طريقها؟» وأمر فقبض عليه، ويقال إنه قتله.
ويروى عنه من أمثال هذه الحكاية شيء كثير تشيب لهوله الأطفال.
ومما يحكى عن هيبته أنه لما كان في الآستانة وكان قد زاده الشيب هيبة ووقارا دعاه الصدر الأعظم لزيارته في مجلس الوكلاء، فلما حضر وقف له وأكرمه، فلما خرج عنف الوكلاء الصدر على وقوفه له فوعدهم أنه إذا جاء ثانية لا يقف له، فلما زاره المرة الثانية لم يستطع إلا الوقوف بالرغم منه، فسأله الوكلاء بعد خروجه عما حمله على الوقوف وإخلاف وعده، قال: «إني وقفت له بالرغم مني؛ لأني حالما رأيته وما هو فيه من الهيبة لم أشعر إلا أني وقفت بغتة.»
وكان إذا جلس في مجلسه لا يجلس إلا جاثيا على طرف مقعد وغدارته محشوة إلى جانبه.
أما لباسه فكان بسيطا لا يزيد عن القفطان الحريري والجبة والعمامة، وفي آخر أيامه لبس الطربوش كما يشاهد في الصورة.
وكان عفيف النفس قليل النهم في الطعام، وكان يدخن في شبق كبير يسع ربع رطل مصري من التبغ، فإذا أخذ في التدخين يتصاعد الدخان من فيه كدخان الأتون متخللا شعر شاربيه ولحيته. وكان قوي البنية شديد البطش.
أما آدابه فكانت من العفة على جانب عظيم، وكان بعيدا عن مغازلة النساء، ورعا تقيا مثابرا على الفروض الدينية حتى أقام كنيسة للصلاة في نفس منزله في بيت الدين، وقضى حياته طاهرا عفيفا لم يدنس عرضه ولا شرفه بدنيئة حتى توفاه الله، وقد أوضحنا أخلاق هذا الرجل وسائر مناقبه في روايتنا «المملوك الشارد».
Неизвестная страница